مميز

مميز (https://www.mmayz.com/index.php)
-   •~ نبـي الرحمه وصحابته ~•
(https://www.mmayz.com/forumdisplay.php?f=35)
-   -   شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة" (https://www.mmayz.com/showthread.php?t=145464)

SAMAR 06-30-2021 06:38 PM

شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ سُلامَى من الناس عليه صدقةٌ كلَّ يوم تطلُعُ فيه الشمس، تَعدِلُ بين الاثنين صدقةٌ، وتُعِينُ الرجلَ في دابَّتِه فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقةٌ، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتُميط الأذى عن الطريق صدقة))؛ متفق عليه.

ومعنى ((تَعدِلُ بينهما)): تُصلِح بينهما بالعدلِ.


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
سبق لنا ما ذكره المؤلف من الآية الكريمة الدالة على فضيلة الإصلاح بين الناس، ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يُصبح على كل سُلامى من الناس صدقةٌ كلَّ يوم تطلُع فيه الشمس))، والسُّلامى هي العِظام والمفاصل؛ يعني كلَّ يوم تطلع الشمس فعلى كلِّ مَفْصِلٍ من مفاصلك صدقةٌ.

قال العلماء من أهل الفقه والحديث: وعدد السُّلامى في كل إنسان ثلاثُمائة وستون عضوًا أو مَفصِلًا، فعلى كلِّ واحد من الناس أن يتصدق كلَّ يوم تطلع فيه الشمس بثلاثمائة وستين صدقة، ولكن الصدقة لا تختص بالمال؛ بل كل ما يُقرِّب إلى الله فهو صدقة بالمعنى العام؛ لأن فعله يدلُّ على صدق صاحبه في طلب رضوان الله عز وجل.

ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم هذه الصدقة فقال: ((تعدل بين اثنين صدقة))؛ يعني رجلان يتخاصمان إليك فتعدل بينهما؛ تحكم بينهما بالعدل، وكلُّ ما وافق الشرعَ فهو عدل، وكل ما خالف الشرعَ فهو ظلم وجَوْر.

وعلى هذا فنقول: هذه القوانين التي يحكُم بها بعض الناس وهي مخالفة لشريعة الله ليست عدلًا؛ بل هي جور وظلم وباطل، ومن حكَمَ بها معتقدًا أنها مِثلُ حُكمِ الله أو أحسَنُ منه، فإنه كافر مرتدٌّ عن دين الله؛ لأنه كذَّب قولَ الله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]، يعني لا أحد أحسن من الله حكمًا، لكن لا يفهم هذا إلا من يوقن، أما الذي أعمى الله بصيرته، فإنه لا يدري، بل قد يُزيَّنُ له سوءُ عمله فيراه حسنًا، والعياذ بالله.

ومن العدل بين اثنين: العدل بينهما بالصلح؛ لأن الحاكم بين الاثنين - سواء أكان منصوبًا مِن قِبَلِ وليِّ الأمر، أم غير منصوب - قد لا يَتبيَّنُ له وجهُ الصواب مع أحد الطرفين، فإذا لم يتبيَّن له، فلا سبيل له إلا الإصلاح، فيُصلِح بينهما بقدر ما يستطيع.

وقد سبق لنا أنه لا صلح مع المشاحَّة، يعني أن الإنسان إذا أراد أن يعامل أخاه بالمشاحَّة، فإنه لا يمكن الصلحُ، كما قال تعالى: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ﴾ [النساء: 128]، يشير إلى أن الصلح ينبغي للإنسان أن يبعد فيه عن الشحِّ، وألا يطالِب بكامل حقِّه؛ لأنه إنْ طالَبَ بكامل حقه، طالَبَ الآخر بكامل حقه، ولم يحصُل بينهما صلحٌ؛ بل لابد أن يتنازل كلُّ واحد منهم عن بعض حقِّه.

فإذا لم يكن الحكم بين الناس بالحق، بل اشتبَهَ على الإنسان إما من حيث الدليل، أو من حيث حال المتخاصمين، فليس هناك إلا السعيُ بينهما بالصلح.

قال عليه الصلاة والسلام: ((تعدل بين اثنين صدقة، وتُعِينُ الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعًا، صدقةٌ)).

هذا أيضًا من الصدقات؛ أن تُعِينَ الرجل في دابته فتحمله عليها إذا كان لا يستطيع أن يَركَبَها بنفسه، أو تَحمِلَ له عليها متاعه، تساعده على حمل المتاع على الدابة فهذا صدقةٌ.

((وتميط الأذى عن الطريق صدقة))؛ يعني إذا رأيت ما يؤلم المُشاةَ فأَمَطتَه؛ أي: أزَلتَه، فهذه صدقة، سواء أكان حجرًا، أم زجاجًا، أم قشر بطيخ، أم ثيابًا يلتوي بعضها على بعض، أو ما أشبه ذلك.

والحاصل أن كل ما يؤذي أَزِلْه عن الطريق؛ فإنك بذلك تكون متصدقًا، وإذا كان إماطة الأذى عن الطريق صدقة، فإن إلقاء الأذى في الطريق سيئة.

ومن ذلك من يُلقُونَ قمامتهم في وسط الشارع، أو يتركون المياه تجري في الأسواق فتؤذي الناس، مع أن في ترك المياه مفسدةً أخرى، وهي استنفاد الماء؛ لأن الماء مخزون في الأرض، قال الله تعالى: ﴿ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 22]، والمخزون ينفد.

ولهذا نرى أن الذي يترك المياه ويُسرِف في صرفها، ولا يبالي في ضياعها - مُسيءٌ إلى كلِّ الأمة؛ لأن الماء مشترك، فإذا أسأتَ في تصريفه، وأنفقتَه ولم تُبالِ به، كنتَ مسرفًا، والله لا يُحِبُّ المسرفين، وكنت مسيئًا؛ لتهديد الأمة في نقص مائها أو زواله، وهذا ضررٌ عام.

والحاصل أن الذين يُلقُونَ في الأسواق ومَسارِ الناس ما يؤذيهم، هم مسيئون، والذين يُزيلون ذلك هم متصدِّقون.

((وتميط الأذى عن الطريق صدقة، والكلمة الطيِّبة صدقة))، وهذه - ولله الحمد - من أعمِّ ما يكون.

الكلمة الطيِّبة تنقسم إلى قسمين: طيبة بذاتِها، طيبة بغاياتِها.

أما الطيبة بذاتها، فالذِّكر: لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضلُ الذِّكر قراءةُ القرآن.

وأما الكلمة الطيبة في غايتها، فهي الكلمة المباحة؛ كالتحدث مع الناس، إذا قصَدتَ بهذا إيناسَهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبًا بذاته، لكنه طيب في غاياته، في إدخال السرور على إخوانك، وإدخالُ السرور على إخوانك مما يقرِّبك إلى الله عز وجل، فالكلمة الطيبة صدقة، وهذا من أعمِّ ما يكون.

ثم قال: ((وفي كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة)).

كل خطوة: خَطوة - بالفتح - يعني خطوة واحد تخطوها إلى الصلاة ففيها صدقة. عُدَّ الخُطى من بيتك إلى المسجد تجدها كثيرة، ومع ذلك كل خطوة فهي صدقة لك، إذا خرجت من بيتك مسبغًا الوضوء، لا يُخرِجُك من بيتك إلى المسجد إلا الصلاةُ، فإن كل خطوة صدقة، وكل خطوة تخطوها يرفع الله لك بها درجة، ويحُطُّ عنك بها خطيئة، وهذا فضل عظيم.

أَسبِغِ الوضوء في بيتك، واخرُج إلى المسجد، لا يُخرِجُك إلا الصلاة، وأَبشِرْ بثلاث فوائد:
الأولى: صدقة، والثانية: رفع درجة، والثالثة: حطُّ خطيئة.

كلُّ هذا من نِعَمِ الله عز وجل، والله الموفق.

عواد الهران 06-30-2021 06:41 PM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

عيسى العنزي 06-30-2021 07:05 PM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

ساعة الصفر 07-01-2021 04:09 AM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
جزاك الله خير
في ميزان حسناتك

غريب 07-01-2021 09:33 AM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 




الله يجزاك خير ويجعل ما قدمت في موازين اعمالك ../

أبو محـمد 07-02-2021 02:14 PM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي

عابر سبيل 07-03-2021 03:01 AM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
أعشقـ أنفاسكـ

اللهم صل وسلم علي سيدنا وشفيعنا محمد
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم
https://i.pinimg.com/originals/8a/7d...a571470de2.gif

SAMAR 07-18-2021 02:48 AM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
النادر
أجــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــحــياتي لك

SAMAR 07-18-2021 02:48 AM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
ساعة الصفر
أجــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــحــياتي لك

SAMAR 07-18-2021 02:48 AM

رد: شرح حديث أبي هريرة: "كل سلامى من الناس عليه صدقة"
 
عابر
أجــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
تــحــياتي لك


الساعة الآن 06:17 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, hyyat

الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط