مميز

مميز (https://www.mmayz.com/index.php)
-   •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~• (https://www.mmayz.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   كيف تكون التوبة من الكبائر (https://www.mmayz.com/showthread.php?t=150508)

عيسى العنزي 07-31-2021 02:38 PM

كيف تكون التوبة من الكبائر
 
كيفيّة التوبة من الكبائر

التوبة شرعاً تُطلَق على الرجوع إلى الله -عزّ وجلّ-، وسلوك الطريق الذي أمر الله به، ومن تعريفاتها عند أهل العلم: تَرك الأفعال المذمومة، وإبدالها بالأفعال المحمودة، بمختلف الطرق المشروعة، وعرّفها الإمام الغزاليّ -رحمه الله- بأنّها: الرجوع إلى الله -تعالى- الذي يعلم الغيب، ويستر العيوب
وتتحقّق التوبة من الذنوب بمجملها؛ بالرجوع والإقلاع التامّ عن ارتكابها، وعقد العزم والإصرار على عدم العودة إليها مرّةً أخرى بعد التوبة، والندم على ما مضى من الوقوع في الذنب والابتعاد عن الطاعات والعبادات، فعلى سبيل المثال تكون التوبة من الشرك بالله -تعالى- بتوحيده، والحرص على التقرُّب منه، وإخلاص النيّة له، وعدم اتِّخاذ مُعينٍ، أو وليٍّ، أو ناصرٍ غيره -سبحانه-، والسَّعي إلى كَسب رضاه، واتِّباع ما أمر به، والابتعاد عن كلّ أمرٍ نهى عنه، وعدم اتّخاذ المشركين أولياء، أمّا من كان منافقاً وأراد أن يتوب، فتتحقّق توبته بالتمسُّك بدين الله -تعالى-، ومحاولة تنقية دينه وإيمانه بالله من الرياء، ومن كان فاسقاً بالعمل أو العقيدة، فعليه أن يمتثل طاعة الله -تعالى-، وأن يهجر المعاصي التي كان يرتكبها، ويقهر شهوته وطِباعه بقوّة إيمانه بالله -تعالى-، والخشية من عذابه، والرجاء لطاعته، وعبادته، ورحمته، ومن كان يتعامل بالربا، فعليه أن يتركه، ويبتعد عن أيّ معاملةٍ ربويّةٍ، ويتخلّص من كلّ ما لديه من أرباحٍ نتجت عن الربا بعد أخذ رأس المال، وإن كان الذنب مُتعلِّقاً بظُلم الآخرين؛ بالمال، أو العِرض، أو الدم، فيتوجّب عليه أداء ما عليه من حقوقٍ لهم.

كما يُستحَبّ للمسلم إن تاب إلى الله من ذنبٍ ما؛ سواءً أكان من الصغائر، أم الكبائر، أن يُؤدّي صلاة التوبة؛ وتكون بأداء ركعتَين عند التوبة من الذنب، ولا يُشترَط أن تكون بعد الذنب مباشرةً؛ ويُستدَلّ على استحبابها بقول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما مِن عبدٍ مؤمنٍ يُذنِبُ ذَنبًا فيَتوضَّأُ فَيُحسِنُ الطُّهورَ، ثمَّ يصلِّي رَكْعتينِ فيستَغفرُ اللَّهَ تعالى إلَّا غَفرَ اللَّهُ لَهُ ثمَّ تلا وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ)، وعلى المسلم أن يبادر بالتوبة قبل أن يُغلَق بابها بحضور الموت، أو نزول العذاب، أو طلوع الشمس من جهة الغرب.



تكفير الكبائر


لا تُكفَّر الكبائر إلّا بالتوبة، بخِلاف الصغائر التي تُكفَّر بعدّة طرقٍ، كالصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، وغيرهما من الطرق، وتجدر الإشارة إلى أنّ النصوص الشرعية الواردة في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة في بيان تكفير الذنوب ببعض الأعمال الصالحة لا تشمل إلّا الصغائر دون الكبائر، كما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، إذ ورد التقييد بالصغائر في رواياتٍ أخرى، إلّا أنّه يُخفّف في الكبائر عن المُذنب؛ فلا تُوجَد نصوص شرعية تدلّ دلالةً واضحةً على تكفير الكبائر بتلك الأعمال.


أقسام الذنوب


يُطلَق الذنب شرعاً على كلّ ما فيه مُخالَفةٌ، أو عصيانٌ لأوامر الله -تعالى-، أو ما فيه ارتكابٌ لِما نهى عنه، وتُقسَم الذنوب إلى صغائر، وكبائر، وبيانها فيما يأتي:


الصغائر


الصغائر جمع صغيرةٍ، وهي: كلّ ذنبٍ لم يُرتّب الشّرع على فعله حَدٌّ في الدنيا، ولا وعيدٌ في الآخرة، وقد عرّفها ابن النّجار بأنّها: كلّ فعلٍ مُحرَّمٍ يرتكبه المسلم، أو قولٍ يصدر منه، وليس من الأمور التي ورد فيها حَدٌّ، أو عقوبةٌ في الآخرة، وعرَّفها أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية بأنّها: الذنوب المُرتكَبة دون ترتُّب حَدٍّ عليها في الدنيا، أو الآخرة.


الكبائر


تُعرَّف الكبائر بأنّها: كلّ ذنبٍ يرتكبه العبد، ويترتّب عليه بسببه وعيدٌ شديدٌ ثبت بكلام الله -تعالى-، أو بسُنّة النبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد عرَّفَ بعض أهل العلم الكبيرة بأنّها: كلّ ذنبٍ قُرِنَ ذِكره بنارٍ، أو غضبٍ من الله -تعالى-، أو لعنةٍ، أو عذابٍ، أو حَدٍّ، أو نتجت عنه العديد من المفاسد، وقد تعدّدت آراء أهل العلم في تحديد عدد الكبائر؛ فقال بعضهم بأنّها سبعٌ؛ استدلالاً بقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ)، وذكر ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّها سبعون ليست سبعاً، وذهب بعض العلماء إلى أنها لا تُحصَر في عددٍ معيّن؛ بل إنّ كلّ ذنبٍ ترتّب عليه عذابٌ، أو تهديدٌ، أو لعنٌ، أو غضبٌ يُعَدّ كبيرةً، ويرجع سبب تعدّد الآراء إلى اختلاف أفهام المجتهدين من أهل العلم عند الأخذ بالنصوص الشرعية المتعلّقة بالكبائر، وتحديد ما يترتّب على ارتكاب الذنوب، ومن أمثلة الكبائر: القتل؛ لما يُسبّبه من إيذاءٍ للنفس، واعتداءٍ عليها، ويَلحق به أيّ فعلٍ يُسبّب الهلاك للنفس، كقطع الأطراف، والزنا، وأكل أموال اليتامى، وشهادة الزور، والربا، وغيرها من الذنوب والمعاصي.
فضائل التوبة


تترتَّب على التوبة العديد من الفضائل العائدة على التائب في الدنيا، والآخرة، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:
  • رحمةٌ من الله -تعالى- بعباده؛ إذ إنّ الله يفرح بتوبة عباده، كما بيّن ذلك النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العديد من الأحاديث، منها قوله: (لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وبِهِ مَهْلَكَةٌ، ومعهُ راحِلَتُهُ، عليها طَعامُهُ وشَرابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنامَ نَوْمَةً، فاسْتَيْقَظَ وقدْ ذَهَبَتْ راحِلَتُهُ، حتَّى إذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ والعَطَشُ أوْ ما شاءَ اللَّهُ، قالَ: أرْجِعُ إلى مَكانِي، فَرَجَعَ فَنامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فإذا راحِلَتُهُ عِنْدَهُ).
  • النجاة من عذاب الله -سبحانه-، ونَيل رحمته وفضله.
  • تكفير الذنوب والسيّئات، والاستعداد للقاء الله -سبحانه- يوم القيامة؛ بالخُلوّ من الذنوب، والمعاصي.
  • نَيل التائب الصادق العديد من النِّعَم والخير من الله -تعالى-، بالإضافة إلى الفلاح والتوفيق منه.
  • نَيل مَحبّة الله -عزّ وجلّ-.
  • التخلُّص من وساوس الشيطان، والتغلُّب على كَيده ومَكرِه

حلا ليالي 07-31-2021 03:34 PM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

عواد الهران 07-31-2021 03:38 PM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

عابر سبيل 07-31-2021 10:16 PM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
عيسي العنزي

أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر كل هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم

https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif

~**~تحياآآآآتي~**~ 07-31-2021 10:20 PM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
https://h.top4top.io/p_1776xohd60.gif
https://j.top4top.io/s_17506cnbp0.png

الله يجزاگ الجنه‍
و
ينور قلبگ
بارگ الله‍ فيگ
و
فقگ الله‍ لما يحبه‍
و
يرضاه‍
https://j.top4top.io/s_17506cnbp0.png
https://h.top4top.io/p_1776xohd60.gif

،،،
https://a.top4top.io/p_1989jxr4e0.gif
،،،

نزف القلم 07-31-2021 11:19 PM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الاعلى أن شاء الله
دمت بحفظ الله ورعايته
نزف القلم

SAMAR 08-01-2021 12:04 AM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

الجريحه 08-01-2021 02:19 AM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله

أمير الذوق 08-01-2021 05:34 AM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 
بارك الله فيك ونفع بطرحك
انتقاء قيم ومميز
الله يعطيك الف عافيه

قصايد 08-01-2021 07:04 AM

رد: كيف تكون التوبة من الكبائر
 


الساعة الآن 09:39 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, hyyat

الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط