مميز

مميز (https://www.mmayz.com/index.php)
-   •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~• (https://www.mmayz.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   الناس والأوبئة. (https://www.mmayz.com/showthread.php?t=145025)

♥• قلم رصاص •♥ 06-28-2021 07:49 PM

الناس والأوبئة.
 
ابتلاء البشر سنة ماضية لله تعالى فيهم، لا يفر منها أحد، ولا يقي منها حذر، فمن صبر نال الأجر، ومن سخط ركبه الوزر ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [الأنبياء: 35] ومن حكم الابتلاء رد الناس إلى الجادة، ودفعهم للتوبة والإنابة، وكسر غرور النفس وعتوها ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأعراف: 168].

والأوبئة ابتلاء ابتلى الله تعالى به البشر قديما وحديثا، ولا زلنا منذ عام ونيف نعيش فورة هذا الوباء وسكونه وتجدده، وأصيب به من أصيب، ومات فيه من مات، ونُجي فيه من نجي، وحفظ منه من حفظ، وكلها مقادير الحكيم العليم القدير، سبحانه وبحمده، لا إله إلا هو، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

والناس في الإصابة بالوباء على أقسام أربعة:

فقسم أصيبوا به وماتوا، فرحمة الله تعالى على المؤمنين منهم، ويرجى لمن صبر منهم واحتسب أجرا عظيما؛ لأن الوباء مصيبة حلت بهم، فذهبت فيه أرواحهم، وزالوا عن دنياهم. ويجب على ذويهم الصبر والاحتساب والاسترجاع، والرضا بأمر الله تعالى وقدره؛ لينالوا الأجر موفورا ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155 - 157]. ولما احتضر ابن لبنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إليها قائلا: «إنَّ لله مَا أخَذَ وَلَهُ مَا أعطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِندَهُ بِأجَلٍ مُسَمًّى فَلتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ» رواه الشيخان. ومن صبر واحتسب في ذهاب حبيب له فله الجنة؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلَّا الجَنَّةُ» رواه الشيخان.

وقسم ثانٍ أصيبوا به، ولا زالوا في شدته وآلامه، وهؤلاء في خير عظيم إن هم صبروا ولم يجزعوا، ورضوا ولم يسخطوا، وأيقنوا أن ابتلاءهم به رحمة من الله تعالى بهم؛ لتكفر بالوباء خطاياهم، وترفع بصبرهم ورضاهم درجاتهم، والنصوص في ذلك كثيرة، من وعاها علم أنه بإصابته محبوب عند الله تعالى ما دام قائما بأمره سبحانه، ملتزما أحكام دينه عز وجل:

ودليل إرادة الخيرية له: حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ» رواه البخاري.

ودليل محبة الله تعالى له: حديث مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ، وَمَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ» رواه أحمد، وحديث أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ» رواه الترمذي وقال: حسن غريب.

ودليل تكفير خطاياه بالوباء: حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: أَجَلْ، كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ، قَالَ: لَكَ أَجْرَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» رواه الشيخان، وفي حديث آخر قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه الشيخان.

وكلما اشتد البلاء بالوباء كان ذلك أعظم في الجزاء، وأكثر في تكفير الخطايا؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَزَالُ البَلَاءُ بِالمُؤْمِنِ وَالمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» رواه الترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وعليه أن يصبر على لأواء المرض وشدته وألمه، وأن يحذر من تمني الموت أو الدعاء به؛ فإن ذلك من الجزع وعدم الصبر، دل على ذلك

حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي» رواه الشيخان. واشتد الوجع بخباب بن الأرت رضي الله عنه حتى قال: «لَوْلاَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ» رواه الشيخان.

كما أن حياة المؤمن خير له؛ لأنها في طاعة الله تعالى، كما في حديث

أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ المَوْتَ: إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ» رواه البخاري، وفي رواية مسلم: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا». وسأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ» رواه أحمد.

اللهم ثبتنا على الحق المبين، واجعلنا في النعماء شاكرين، وعلى البلاء صابرين، وعند الجزاء فائزين، واحفظنا والمسلمين أجمعين.

سليدا 06-28-2021 11:15 PM

رد: الناس والأوبئة.
 
https://lh4.googleusercontent.com/-J...a17d_M.jpg.gif
جزاگ اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ
https://lh5.googleusercontent.com/-a...3e9a_M.jpg.gif

SAMAR 06-29-2021 12:03 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

عواد الهران 06-29-2021 12:09 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

قصايد 06-29-2021 12:53 AM

رد: الناس والأوبئة.
 

نزف القلم 06-29-2021 06:27 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتكـ
لاعدمنا جديدك

آلُـِـِوتين»♥ 06-29-2021 11:07 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك

عيسى العنزي 06-29-2021 12:08 PM

رد: الناس والأوبئة.
 
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

نبوءة حب 06-29-2021 10:37 PM

رد: الناس والأوبئة.
 
طرح مميز جدا
بارك الله فيك واسعدك في الدارين

عابر سبيل 06-30-2021 12:20 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
قلم رصاص

ما شاء الله .. نبارك الله في علاه
أشكرك علي هذا الطرح الرائع كروعتك
بارك الله فيك واثابك بقدر هذا العطاء
ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة
وكتبه في ميزان حسناتك
تحياتي وتقديري لكم


https://upload.3dlat.com/uploads/136182293111.gif

أبو محـمد 06-30-2021 12:28 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي

imported_ريآن 06-30-2021 05:55 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1400844232_619.gif');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:80%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1376654733_747.gif');"][cell="filter:;"][align=center][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1376653080_319.gif');"][cell="filter:;"][align=center]




جزيتم الجنان
ورضى الرحيم الرحمن
أدام الله سعادتكم
ودمتم بــ طاعة الرحمن

ريان



[/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align][/align][/cell][/tabletext][/align]

نبوءة حب 07-01-2021 12:42 PM

رد: الناس والأوبئة.
 
طرح مميز جدا
بارك الله فيك واسعدك في الدارين

حلا ليالي 01-14-2022 11:16 AM

رد: الناس والأوبئة.
 
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك


الساعة الآن 12:24 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, hyyat

الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط