مميز

مميز (http://www.mmayz.com/index.php)
-   •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
(http://www.mmayz.com/forumdisplay.php?f=96)
-   -   سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة (http://www.mmayz.com/showthread.php?t=148695)

SAMAR 07-17-2021 03:04 PM

سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
سورة هود (11) - الدرس (4-6) : تفسير الآية 114 ، التوبةلفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 1994-10-16


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين:
أيها الأخوة الكرام:
الآية الربعة عشر بعد المائة من سورة هود وهي قوله تعالى:﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) ﴾
النقطة الأول في هذه الآية، أن الله سبحانه وتعالى فتح باب التوبة على مصراعيه لعباده المؤمنين، لو تصورنا أن باب التوبة مغلق، والإنسان أرتكب ذنب ويئس من توبة الله عليه، ورحمة الله ما الذي يحصل ؟ يفجر، يعربد يعني مادام ما في توبة، ولا في قبول لتوبة، ولن يسمح عنه، ينحرف أشد الانحراف.
لكن ربنا عز وجل، برحمته بعباده، فتح باب التوبة على مصراعيه، فكل إنسان وقع بذنب، يتوب إلى الله، وفي الحديث الصحيح، لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد، والعقيم الوالد والظمآن الوارد.
لكن أحيان الإنسان إذا فعل الذنب، وتاب منه، رأى رحمة الله قريبةً منه، وشعر أن هذا الذنب محي، وعفي عنه، وكأنه لم يفعله، لكن لو وقع بالذنب مرة ثانية، الآن يتضعضع، يشعر كل المستهزئ بربه.
الإنسان إذا شعر أن هناك قوةً نشأة بينه وبين الله، وأن هناك ثلمةً لحقت إيمانه، وأن هناك حجاباً كفيفاً حال بينه وبين ربه، ماذا يفعل ؟
﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾
فكل إنسان بدو يتعامل مع ربه تعامل صادق، لو أنه زلت قدمه أو أرتكب خطيئة، عن غير قصد، وشعر بحجاب، في عنده حل واحد، هي الحسنات، سآتيكم ببعض الأحاديث.
ورد في الحديث الصحيح:((أن صدقة السر تطفئ غضب الرب وأن الصدقة تقع في بيد الله قبل أن تقع في بيد الفقير، وباكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها ))

فالإنسان إذا شعر أنه صار في حجاب وتاب سابقاً من هذا الذنب، ثم عاد الكره مرة ثانية، فلئلا يقع في اليأس، واليأس كفر، اليأس كفر، لا ييأس إلا الكافر، ولا يقنط إلا الكافر، لئلا يقع في اليأس، ولئلا يقع في القنوط، عليه أن يفعل الأعمال الصالحة، وفي مقدمة الأعمال الصالحة، إنفاق المال، والذي لا يملك إنفاق المال، أي عمل صالح آخر صوم، الصوم تكفيراً لما وقع منه من ذنوب، إنفاق المال، خدمة الخلق، خدمة مسجد، خدمة الأهل، على كلٍ العمل الصالح معروف بالفطرة، ربنا عز وجل قال:﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾
بالمناسبة أخوان الكرام: هذه النفس هي حركية شديدة، معنى الحركية: أنك إذا فعلت سيئةً، ولم تتب منها، دفعتك هذه السيئة، إلى سيئةٍ أكبر، وأن فعلت الأكبر، ولم تتب منها، دفعتك إلى أكبر وهكذا ينتقل الإنسان من سيئة إلى أكبر، إلى أن يقع في الفاحشة الكبيرة، إلى أن يقع في ما يوجب الحد، فالنفس طابعها حركي، أو ديناميكي، إن فعلت حسنة، قادتك إلى حسنة أكبر منها، وأن فعلت سيئة قادتك إلى سيئة أكبر منها، ما في حالة سكونية بالنفس، إلا لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر.
إذاً من خطورة حركية النفس، إذا أنت أهملت نفسك، عملت بعض السيئات، ولم تبادر بالتوبة، بادرت إلى التوبة لقيت في حجاب هذا الذنب عملته مرة ثانية، إذا بدو الآن عمل صالح، بدو ترميم بدو إنفاق، فإذا الإنسان أهمل نفسه، لا تاب من الذنب، ولا رمم الثلمة التي في نفسه، بشكل أكيد، ينتقل من معصية إلى أكبر، من معصية إلى أكبر، إلى أن يقع في الحجاب السميك الذي لا يخرق هذا هو الران.
﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) ﴾
( سورة المطففين: 14 )
أخطر شيء تتراكم المعاصي، ويتراكم الإصرار عليها، إلى أن تصبح هذه المعاصي، حجاباً كثيفاً بينك وبين الله.
لذلك سيدنا عمر قال: تعاهد قلبك، الإنسان شعر بفتور يعمل عمل صالح.
﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)﴾
(سورة الكهف: 110)
في عمل صالح، في إنفاق مال، في صيام، في عبادة استثنائية في صلاة ليل، في تهجد، في خدمة الخلق، في خدمة المسجد، ممكن تبحث عن عمل يرمم هذه الثلمه، ممكن أن تتوب أولاً، إذا الذنب عملت مرة وحدة، يا ربي لا أعود إليه، الله قبل منك التوبة، أما إذا عملته مرة ثانية، بتحس صار في حجاب، لو قلت يا ربي تبت، غير مقبول، تحتاج إلى ترميم إلى حسنه، كي تذهب السيئة
وإذا الإنسان أهمل نفسه، نفسه طابعها حركي، ديناميكي يعني كل حسنة تقود إلى أكبر، وكل سيئة تقود إلى أكبر، فإذا تفاقمت الذنوب، وأشتد الحجاب، أصبح لا يعي على خير، صار ميت، الله عز وجل قال:
﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ﴾
( سورة النحل: 21 )
ميت انتهى، هذا لا يصحو إلا عند الموت، هذه الحالة خطيرة جداً.
فالإنسان يتعاهد قلبه، بقلك واحد أنا غلط ما عاد إجي على المسجد، هذا الكلام يشبه تماماً، واحد قال أنا مريض، لما بطيب بشوف الطبيب، مستحي منه، هو الطبيب مهمته.
فإذا الواحد وقع بغلطه، لا يبتعد عن مجالس العلم، يتفاقم الغلط، لما الإنسان يقع بغلط، يرتاد المساجد أكثر، الله يستقبله، إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوارها هم عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني، وحق على المزور أن يكرم الزائر.
إذا بقلك بس تصلح نفسي بجي على الدروس، هذا غلط كبير كمن يقول لك تماماً أنا حينما أشفى تماماً آتي المستشفى، عندئذٍ لا حاجة لك بها، المستشفى الآن أنت بحاجة لها.
فحينما تقع في مشكلة، أو تقع في حجاب، اقصد بيت الله الله عز وجل يقبلك في بيته، هو المضيف وأنت الزائر، ومن تمام الزيارة، من لوازم الزيارة إكرام الزائر، وحق على المزور أن يكرم الزائر.
فلذلك الآية اليوم:﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)﴾
يعني هي محاية، إذا أنت كاتب بالرصاص، ومعك محاية القضية سهلة، خطأ بمحي.
فالحسنة هي المحاية.
﴿ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)﴾
بقي:
﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ﴾
الحقيقة الصلاة، صلاة الفجر، النبي الكريم قال:((من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله ))
يعني أنت آخذ أمان من الله عز وجل، طوال هذا اليوم يكفيك الله ما فيه من شر، من مطبات، من ورطات، من مصائب، من افتراءات، من ابتلاء، من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، لا تعجز عن ركعتين قبل الفجر، أكفك النهار كله.
حدثني أخ أنا والله أكبرته كثير، قال لي: أنا أستيقظ قبل الفجر، وأصلي الليل وأصلي الفجر ولي أذكاري، وأورادي، ولا أجرؤ أن أخرج من البيت، إن لم أفعل هذا، إن فعلت هذا، وخرجت من البيت أشعر بثقة كبيرة جداً أن الله يحفظني وأن الله يوفقني، وأن الله معي، وأن الله يؤيدني، وأن الله ينصرني، وأن الله يرزقني والله أنا أعجبت بهذا الإنسان، قال لي في مرة فقت بعد الشمس ما رحت على الدائرة خفت، خفت روح أقع بورطات كبيرة جداً، محصن.
من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح، لأتوهما ولو حبواً، زحف، ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً.
وكل ما قال لي إنسان أنا أعاني من مشكلة، أقول له الحل كما يلي: حديث صحيح.
يقول عليه الصلاة والسلام: إذا كان ثلث الليل الأخير، واحد عما يعاني من مرض لا سمح الله، له عدو كبير، قوي، عما يتربص فيه بدو يسحقه سحق، في له مشكلة ما عما تنحل، بيت ما عما يلاقي زوجة مناسبة ما عما يلاقي، بلا شغل صفيان، عنده مشكلة، مشكلة مؤلمة جداً النبي الكريم قال:((إذا كان ثلث الليل الأخير، هذا وقت السحر، نزل ربكم إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من تائبٍ فأتوب عليه، هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفرٍ فأغفر له، هل من طالب حاجةٍ فأقضيها له، حتى ينفجر الفجر.))
أنا والله الذي لا إله إلا هو، كلما قال لي أخ أنا أعاني من مشكلة كبيرة جداً ماذا أفعل ؟ أقول له: صلي قيام الليل، واسجد واسأل ربك عز وجل أن يزيح عنك هذه المشكلة، وهذا ثقة بالله كبيرة جداً.
أخ من أخوانا الكرام، أبنه معه مرض، يبدو أنه عضال صار تفاقم ما عاد نام إطلاقاً، طول الليل عما يبكي، قال لي والله ذبحت خروف ووزعته، أقسم بالله قال لي بعد يومين، صار ينام، بس صروا عما يعاني ثمانية أشهر، ثمانية أشهر ما ينام بالليل، كل الليل بكاء، ما خلا طبيب، بعدين يئس، توجه إلى الله بالدعاء، وبذل هذه الصدقة وزعها على فقراء محتاجين، فشعر بدأ المرض يتراجع.
الله يسترض أخوانا، اللئيم لا يسترض، الله يسترض بالصدقة، بالصيام، بخدمة الخلق، القصد من هذا الدرس تراقب نفسك لا تهمل قلبك فتعاهد قلبك، قمت للصلاة شعرت في حجاب معناها في مشكلة، في معصية قائم عليها، شعرت أن هذا الذنب وقعت فيه مرة ثانية، إذاً بدو صدقة، نظرت النظرة الثانية الأولى لك، والثانية عليك عملت الثانية، هي بد مبلغ صار، حتى تم مع الله مستقيم، ما تهمل نفسك نفسك حركيه، معنى حركية، يعني ما تبقى بحالة وحدة، إن كنت نازل عما تنزل باستمرار، وإن كنت طالع عما بتطلع، مبدأ العطالة معروف هذا، الجسم يحافظ على حركته، إذا كان متحركاً وعلى سكونه إن كان ساكناً.
فإذاً الإنسان إذا عمل أعمال صالحة، هذه تقوده إلى الاتصال بالله، الاتصال بالله يقوده إلى عمل صالح أكثر، تكبر معه الأمور وإذا عمل عمل سيئ، يقوده إلى عمل أسوأ، والأسوأ حجاب والحجاب إلى أسوأ، والأسوأ حجاب، تتفاقم الأمور.
فلاحظ نفسك، وأنت في حالة الغفلة أو اليأس، أذهب إلى بيوت الله، واستمع إلى مجالس العلم، حتى الله يتجل على قلبك ويفتح لك شيء من رحمته، ويتنزل عليك بسكينته.
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وأكرمن ولا تهنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.
والحمد لله رب العالمين

حلا ليالي 07-17-2021 03:53 PM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك

عواد الهران 07-17-2021 03:57 PM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

قصايد 07-17-2021 04:21 PM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
https://2.bp.blogspot.com/-PreHg1ql-...600/245729.gif

عيسى العنزي 07-17-2021 06:06 PM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

ساعة الصفر 07-18-2021 12:36 AM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
جزاك الله خير
و فى موازين حسناتك

~**~تحياآآآآتي~**~ 07-18-2021 05:28 AM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
https://h.top4top.io/p_1776xohd60.gif
https://j.top4top.io/s_17506cnbp0.png

الله يجزاگ الجنه‍
و
ينور قلبگ
بارگ الله‍ فيگ
و
فقگ الله‍ لما يحبه‍
و
يرضاه‍
https://j.top4top.io/s_17506cnbp0.png
https://h.top4top.io/p_1776xohd60.gif

،،،
https://a.top4top.io/p_1989jxr4e0.gif
،،،

نزف القلم 07-18-2021 08:01 AM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
الف شكـــر لك
على الطرح الرائع
اثابك الله الاجروالثواب
وجزيتي خيرا
وجعله في ميزان حسناتك
نزف القلم

أبو محـمد 07-19-2021 02:06 PM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي

حور 07-20-2021 06:32 PM

رد: سورة هود : تفسير الآية 114 ، التوبة
 
سلمت انآملك على الطرح المميز
ويعطيك الف عافيه على المجهود المبذول
ماننحرم من فيض عطائك وإبداعك
فائق شكري وتقديري


الساعة الآن 06:41 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, hyyat

الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط