![]() |
حُبٌّ آخر..
تحمل العجوز إبريق الشاي وتضعه على الطاولة، تنظر إلى ما أعدته من افطار ثم تمشي بخطى متثاقلة إلى غرفة ابنتها الوحيدة، تقرع الباب وتدخل:
" هيا يا ابنتي، استيقظي وتعالي لتتناولي إفطارك قبل سفرك".. تستيقظ الإبنة على مضض وتنظر لأمها وترى حجم الحزن الذي يسكن تجاعيد وجهها، فتمسك يدها وتقبلها وتهمس لها: " لا تقلقي علي يا أمي، هو أسبوع فقط.. أسبوع لا أكثر" تهطل دموع أمها وهي تتمتم " ولكنك يا ابنتي لم تتركيني قبل ذلك ولو يوم واحد، وخائفة جداً عليك"، وتعانقها وتمضي. أخذت العجوز تُطعم ابنتها، وبين كل لقيمة وأخرى كانت تداعب شعرها وكأنها فتاة صغيرة، وحينما حان وقت الوداع تعانقا طويلاً، وبكت الأم والفتاة كثيرا، فقبلت الفتاة رأس أمها ومضت. تجلس العجوز على كرسيها الهزاز وتنظر إلى باب غرفة ابنتها، تصيبها لحظات الخوف والحنين فتبدأ بالبكاء من جديد " يا رب كيف سأحتمل 7 أيام وقد اشتقت إليها من الآن"! وتمضي الأم إلى الغرفة وتُخرج من الدولاب بعضاً من ملابس ابنتها، تعانقها وتشمها وتغمض عينيها وتنام.. يمر يومين وثلاثة أيام وينتهي الأسبوع بكل آلامه ولوعته، وتقف العجوز على الشرفة في انتظار ابنتها " ها قد كادت أن تعود، سأظل منتظرة هنا حتى أراها وهي راكضة علي". السيدة العجوز تشعر بالتعب من وقوفها فتجلب كرسياً لتجلس عليه، تقترب من حافة الشرفة وتلتصق فيها وتراقب الطريق، بدأت الظلمة تحل والليل يسدل استاره وهي تراقب، يصيبها الخوف والحزن " حبيبتي للآن لم تصل، ماذا حدث لها يا رب فاتعد لي بالسلامة!". لم تعد السيدة العجوز ترى شيئاً من حلكة الظلام، فأخذت دموعها تتساقط حتى كادت تخنقها حشرجات حزنها وبدأت بالصراخ " ابنتي.. ابنتي .. أين انت يا ابنتي"، ومن شدة الحزن غلبها النعاس فأغمضت عينيها ونامت، وبدأت تحلم بابنتها محبوسة في غرفة ضيقة لا باب لها، وهي تناديها "أمي أنقذيني، أمي أخرجيني"، فأمسكت الأم حجراً وبدأت تحفر جدار الغرفة حتى أدمى ذراعها فاختلطت الدماء والدموع إلى أن فتحت فوهة في الغرفة ودخلت، فأمسكت بذراع ابنتها لتخرجها، صاحت الفتاة " ها قد عدت يا أمي" ففتحت الأم عينيها واستيقظت من ذلك الحلم الكابوس وذراع ابنتها تطوقانها، وعانقتا بعضهما بقوة، وحملتا كل مساحات السعادة إلى باقي العمر. بقلمي عمّـــار.. (قلم رصاص) |
رد: حُبٌّ آخر..
بارك الله فيك...
جزاك الله خير الجزاء, ولك الشكر والامتنان, والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد, وقمة التفاعل: بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه. |
رد: حُبٌّ آخر..
عبق نرجسي يسطر بعذوبة وجمال يعانق السماء كجمال الانتقاء على الطرح الراقى يا قصر ابداع وتميز وتالق مروري هنا جعلني أصل لقمة الاستمتاع شوقتنا لنتطلع على مزيد مما تقدمه يعطيك العافية ولاعدمنا جديدكم تحياتى ختم ونشر مع المكافأة |
رد: حُبٌّ آخر..
تمت الاضافة:jn22:
|
رد: حُبٌّ آخر..
كلمات جميلة جدا
اسطر ساحرة و رمنسية معاني حساسه و جذابة صح لسانك و علا شأنك سلمت اناملك الذهبية |
رد: حُبٌّ آخر..
قلم مميز
لاعدمناك ويعطيك الف عافيه ff1 (210).gif . |
رد: حُبٌّ آخر..
دَام عَطَائِكْ.. يَآطُهرْ.. https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/200%20(52).gif وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا حَفِظَك الْلَّه مِن كُل مَكْرُوْه .. تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك ,https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/309.gif |
رد: حُبٌّ آخر..
انيق بكل حالاتك
بسرك ونجواك بهمسك وصخبك متالق بكل حالاتك بشعرك ونثرك بفكرك واحساسك مبدع دائما تعطي بكل صدق الاداء غزير حرفك هاطلة بنات افكارك على الدوام كالغيث تقع حبات مطرك منشية مروية ابدعت وانت المبدع دوما وتالقت بهذا السكب الممتع تحية تقدير لحضورك الوارف وافر الاحترام |
رد: حُبٌّ آخر..
يتجلى في قلمك شموخ لا مثيل له
أستمتعت معك في عالم يرقى با لكلمه نثرت أمامي زهور الربيع بجمال قلمك صـــــح لسانك وصح فكرك وقلبك ولاشلت يمناك على اللوحة الرائعه ننتظر بكور القوافي ... دمــــــــت ودام ابـــــداعك فلك مني ارق التحايا واسجل اعجابي لسطورك الراقيه |
رد: حُبٌّ آخر..
قلم رصاص طاب لي البقاء هنا لأستمتع بنزف محبرتك أشكرك علي هذه الخاطرة الرائعة كروعتك وعلي كل هذه المشاعر المميزة كتميزك كلمات ومعاني رآقت لي لرقيها ورقيكم لا حرمنا الله من حسن اختيارك لنا تحياتي وتقديري لكم https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...19a9ba7212.gif |
الساعة الآن 01:19 PM. |