مميز

مميز (https://www.mmayz.com/index.php)
-   •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~• (https://www.mmayz.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   وقفات مع حر الصيف (https://www.mmayz.com/showthread.php?t=154302)

imported_سالمة 08-25-2021 01:29 AM

وقفات مع حر الصيف
 
https://akhawat.islamway.net/forum/u...1390907509.gif


وقفات مع حر الصيف


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

رأى عمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ - رحمَه اللهُ - قومًا في جنازةٍ قدْ هَربُوا مِن الشَّمْسِ إلى الظِّلِ، وتَوقَّوا الغُبَارَ، فأَبْكَاه حَالُ الإنسانِ يَأْلَفُ النَّعيمَ والبَهْجَةَ، حتى إذا وُسِّدَ قَبْرَه فَارَقَهُمَا إلى التُّرابِ والوَحْشَةِ، وأَنْشَدَ:
مَنْ كَانَ حِينَ تُصِيبُ الشَّمْسُ جَبْهَتَهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


أَوِ الْغُبَارُ يَخَافُ الشَّيْنَ وَالشَّعَثَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


وَيَأْلَفُ الظِّلَّ كَيْ تَبْقَى بَشَاشَتُهُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

فَسَوْفَ يَسْكُنُ يَوْمًا رَاغِمًا جَدَثًا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ غَبْرَاءَ مُوحِشَةٍ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يُطِيلُ فِي قَعْرِهَا تَحْتَ الثَّرَى لُبْثَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif


تَجَهَّزِي بِجَهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثَا https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

إنَّ اللهَ تعالى هو وحدَهُ الذي يُصرِّفُ أَمرَ هذا الكون، ويُقَلِّبُهُ كيفَ يشاءُ، ومِن تَقلِيبِهِ إياه: أنْ خَلَقَ الحرَّ والبَردَ والصَّيْفَ والشِّتَاءَ لتحقِيقِ مَصالِحِ العِبادِ في دِينهِم ودُنياهُم وأبدانِهِم ومعايِشِهِم.

قال اللهُ تعالى: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ[النور: 44]، وقال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ [إبراهيم: 33].

وإذا كُنَّا هَذِهِ الأيام في صَيْفٍ قَائِضٍ وحرٍّ لافِحٍ؛ فإنَّهُ ينبغي أنْ يَكونَ لنا فِيهِ عِظَةٌ وذِكْرَى، وذلكَ أنَّ حَرَّ الصيفَ يُذَكِرُ المسلمَ الحيَّ القلبَ بِحَرِّ جهنَّمَ؛ فيزداد خَوفُهُ مِن رَبِّهِ؛ فيُبَادِرُ إلى فِعلِ طاعاتِهِ واجتنابِ معاصِيهِ.. فإنَّ النارَ حرُّها شديد، وإنَّ المنافقينَ لمَّا قالوا: ﴿ لا تَنْفِرُوا في الحَرِّ ﴾ ردَّ الله عليهم بقوله ﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81].



وحين نرى نارَ الدُّنيا كيفَ تُذيبُ صُلبَ الحديدِ والصخرَ الشَّدِيدَ؛ فَلْنَتَذَكَّر أنَّها جُزءٌ واحِدٌ مِن سَبعِينَ جزءًا مِن نارِ جَهَنَّمَ والعياذُ بالله.


قال صلى الله عليه وسلم: «نارُكُمْ هذِه الَّتي يُوقِدُ ابنُ آدَمَ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن حَرِّ جَهَنَّمَ، قالوا: واللَّهِ إنْ كانَتْ لَكافِيَةً يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فإنَّها فُضِّلَتْ عليها بتِسْعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّها مِثْلُ حَرِّها ».


كما أنَّ أشدَّ الحرِّ الذي نَجِدُهُ في الدنيا هُوَ في الحَقِيقَةِ مِن فَيْحِ جَهنَّمَ؛ كما قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا، فَقالَتْ: يا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا. فأَذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ في الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ؛ فَهْوَ أَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ".


فإذا كانَ هذا نَفَسُهَا؛ فكيفَ بِنَفْسِ عَذَابِها!!.. نعوذ بالله من حالِ أهلِ النار.

وإنَّ في حرِّ الصيفِ لَذِكرَى للمؤمنينَ.. يُذكِّرُهُم بِبَعضِ مَواقِفِ يومِ القيامةِ؛ فإنَّ هَذِهِ الشمس التي يُؤذِينَا حَرُّهَا في الدُّنيا، وبَينَنَا وبَينَهَا مِنَ المسافاتِ العظيمةِ.. تَدنُو يومَ القِيامَةِ مِنْ رُؤُوسِ الخَلائِقِ في أَرضِ المَحشَرِ حتَّى ما يَكونُ بَينَهُمْ وبَيْنَهَا إلا مِقدارَ مِيلٍ؛ يقول الصَّادِقُ المَصدُوقُ -صلى الله عليه وسلم-: "تُدْنَى الشَّمْسُ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حتَّى تَكُونَ منهمْ كَمِقْدارِ مِيلٍ. قالَ سُلَيْمُ بنُ عامِرٍ: فَواللَّهِ ما أدْرِي ما يَعْنِي بالمِيلِ؟ أمَسافَةَ الأرْضِ، أمِ المِيلَ الذي تُكْتَحَلُ به العَيْنُ. قالَ: فَيَكونُ النَّاسُ علَى قَدْرِ أعْمالِهِمْ في العَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى كَعْبَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى رُكْبَتَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يَكونُ إلى حَقْوَيْهِ، ومِنْهُمْ مَن يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلْجامًا. قالَ: وأَشارَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ إلى فِيهِ".


فَمَنْ تَأمَّلَ هَذِهِ الكُرُبَاتِ وكَانَ مِنَ المُوفَّقِينَ السُّعَدَاءِ؛ بَادَرَ إلى مَرضَاتِ رَبِّهِ؛ لعلَّهُ أن يَكُونَ في ذلِكَ اليومِ في ظِلِّ ظَلِيلٍ؛ مِمَّنْ قَالَ فيهم -صلى الله عليه وسلم-: "سَبعَةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظِلُّه"، جعلني الله وإياكم منهم.

إنَّ أَعظَمَ أسبابِ النجاةِ من النارِ ومِن أهوالِ يومِ القيامة: هُوَ تَحقِيقُ توحيدِ اللهِ تعالى؛ فإنَّ مَنْ حَقَّقَهُ وَكَمَّلَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ ولا عَذَاب.


ومِن أعظمِ أسبابِ النجاةِ مِنها: التمسكُ بالسُّنَّةِ واجتنابِ البِدَعِ.


ومِنْ أسبابِ السَّلَامَةِ مِنْ حَرِّ النارِ: بذلُ الصَّدَقَاتِ ولو كانَتْ قَلِيلة؛ فقد قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ".


فاستكثروا - رحمكم اللهُ - مِن فِعلِ الخيراتِ، واجتنبوا المُنكرَاتِ، واستَعِدُّوا للآخرةِ بِصالِحِ الأقوالِ والأعمال.


واعلموا - رحمكم الله - أنَّ بَعضَ الناسِ قَد يَفِرُّ مِن حَرِّ الصيفِ بالسِّيَاحَةِ بِلا مُرَاعَاةٍ لِحُدُودِ اللهِ وأحكَامِه، فيَرجِعُ مِنها بالأوزارِ والآثامِ..، ورُبَّما عادَ مِنهَا بَعدَمَا أَفسَدَ قُلُوبَ أهلِهِ وأخلاقَهُم وأفكارَهُم -عافانا اللهُ وإياكُم والمسلمين-.. فلنحذَر؛ ألا نَفِرَّ مِنْ حَرِّ الدُّنيا إلى حرِّ الآخرة.


أقول قولي هذا .. وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطبة الثانية
الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ لهُ تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان واقتفى أثرهم. وسلم تسليما.

روى البخاريُّ ومسلمُ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: « قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ؛ يَسُبُّ الدَّهْرَ، وأنا الدَّهْرُ، بيَدِي الأمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهارَ ».


ومِمَّا يدخُلُ في هذا الحديث: سبُّ اليومِ الحارِّ، أو سبُّ الصيفِ، ونحو ذلكَ..

وقولُه تعالى "وأنا الدَّهرُ": أي: خالِقُهُ، "بِيَدِي الأمرُ أُقَلِّبُ الليلَ والنَّهار" يَعني: أنَّ ما يَجري فيهِما مِن خَيرٍ وَشَرٍّ؛ بِإرادةِ اللَّهِ وَتَدبيرِهِ، وَبِعِلمٍ مِنهُ تَعالى وَحِكمةٍ.



استشعروا ما أنعمَ اللهُ تعالى به عليكم من نِعمَةِ المسكنِ، وأجهزةِ التكييفِ في البيتِ والسيارةِ والعملِ، ونِعمَةِ الثَّلَّاجَاتِ والبرَّادَاتِ فنتناولُ الماءَ والمشروباتِ البارِدَةِ في أيِّ وقتٍ أردنا.. إلى غيرِ ذلكَ مِنَ النِّعَمِ التي حُرِمَ منها خَلقٌ كثير.


فَلْنَتَذَكَّر هذِهِ النِّعَمِ ولْنَتَحَدَّث بِهَا على سبيلِ الشُّكرِ والاعترافِ بِفضلِ اللهِ تعالى.. فللهِ الحمدُ ربِّ العالمين.


ونسألُهُ تعالى أن يُعينَنَا على ذِكرِهِ وشُكرِهِ وحُسنِ عِبادتِه.
تحياتى

أبو محـمد 08-25-2021 12:39 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
بارك الله فيكم ولجهودكم
باقات من الشكر والتقدير
وجزاكم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وجعله في ميزان حسناتكم
لكم تقديري واحترامي

SAMAR 08-25-2021 04:00 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
بارك الله فيك على الموضوع القيم
والمميز وفي انتظار جديدك الأروع
والمميز لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

عواد الهران 08-25-2021 04:01 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
بارك الله فيك...

جزاك الله خير الجزاء,

ولك الشكر والامتنان,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

قصايد 08-25-2021 04:52 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 

عيسى العنزي 08-25-2021 06:28 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه
احترامي

قمر بغداد 08-25-2021 09:29 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
جزاك الله كل خير
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

الدكتور على حسن 08-25-2021 11:26 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
https://www.3b8-y.com/vb/images/smil...ic-d9sjvhq.gif

imported_سالمة 08-26-2021 03:54 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
النادر
أعہشہقہ أنہفہاسہكہ
عواد الهران
قصايد
عيسى العنزي
الدكتور على حسن


دمتم نبراسا للعلم


جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم

يسر الله أمورنا وأموركم يا رب

بارك الله بكم ووفقكم لما يحب ويرضى . رضى .

https://i.ytimg.com/vi/1BykTq-Wpos/hqdefault.jpg

تحياتى

ساعة الصفر 08-26-2021 09:29 PM

رد: وقفات مع حر الصيف
 
جزاك الله خير
و فى موازين حسناتك


الساعة الآن 02:58 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, hyyat

الموضوعات المنشورة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع انما تعبر عن رأي كاتبها فقط