![]() |
سرادق الزمن
https://b.top4top.io/p_21343im3b1.jpg
عبدالله البنين عندما كان يكتب جدي، وينصحني في الحياة، أراه واسمعه كثيرا، كان يحفر في جمجمة الماضي. ويتغنى به حثيثاً.. ويمقت المستقبل الغائب ويهابه .. ظناً منه بقيام يوم القيامةَ غدا .. فأراه دوما على حذر .. استشعار للقيم النبيلة، كان يرى الماضي جميلاً جداً، حتى ولو لم يكن كذلك .. على الأقل فالماضي، يذكرهُ بأيام الشباب المنكسر .. كنتُ أسأله عن تقنية الماضي ورفاهيته، وأنا مغترٌ بزمن التحضر والعولمة، لا أرى في ماضي جدي سوى حياة العدم والخيمة وسراج المازوت، يطفئهُ بعد ساعة الغسق بقليل، ويكملُ السهرةَ تحت ضوء القمر .. لم يكن جدي شاعراً، ولا روائياً، كي يتغنى ب المساءَ الجميل .. او بالقمر أو أنجم السماء الفضية ، بل كان يحتال على الوقتِ، لتوفيراً لماء المازوت .. حتى يأتي وقت صلاة العشاء .. فيصلي، ويلتحف بطانيته العتيقة وينام عقب الصلاة .. لم أر في وقت النهار، أكثرَ، من فأساً يحمله على عاتقه، وهو يرعى ويتبع سبع شياه فقط .. حمداً للرب المجيد لم تأكلها الذئاب ولم أر أكثر من صرة خبز جافة، و يغمسها في الماءَ إذا جاع المسكين .. كان يحمل الصرة على كتفه تارة، إذا خرج من الدار .. وإذا عاد علقها على مرزحٍ العمود الذي يحمل بُطُنْ سقف بيتنا الصغير .. ولم أر أكثر من حصوات صغار، بحجم حبات السبح، يلتقطها من الأرض، فيخط خطوطا في الأرض، ويلعب لعبة بسيطة جداً مع أجداد آخرين في الطريق، لعبة تافهة تصيّر على محض المخيلة والحظ والتسلية .. كان يحدثني : وأنا ابن سبع سنين عن فلسطين، وجرح فلسطين ، كنت احسبها فتاةً قُتلتْ، ورميت من فوق الجبل .. كان جدي يمقت المستقبل وينظر إليه بازدراء وخجل .. وحينما تعلمت خبط الفلسفة، في المدرسةِ ، لم يختلف رأيي : عن رأي جدي كثيراً، فليس كل الماضي سيء ولا المستقبل جميل .. القدر، يتولى زمام الأمور .. الأمل يدفعنا دوما نحو الأمام، من اجل استشراف ما فات في شيء جديد .. الحاضر مهد طريق المعضلات، بكفاءة عالية .. زمزم الواقع يداه، بالعضل، لكل القيم السامية .. ليس من الحكمة، رفع لافتات التشائم، لكنها أُركزت عنوة في طريق الشباب وفي آفاق سماواتِ أمل واهن، من يلتفت يمنة ويسرة، يرى لافتات التشائم والبؤس تمتطي صهوة قطار، قطعت أمامه جسد الطرقات .. وإن كان ثمة أمل تنبت نبتة الأمل، ضعيفة جداً، بكسل تشرب ماءً آسناً .. تبحث عن أكسير الحياة .. لتعلو على لافتاتِ التعضل .. كثيرا ما كنت أخشى : كتابات ونبوءات جدي القديمة، لم تمت قراءات جدي ولم تمح من عقلي ابداً |
رد: سرادق الزمن
تظل الحكايات عن جدي وستي ...
ويظل الزمن الجميل رائع وثمين بكل تفاصيله أدق التفاصيل وأجملها صحبها حرفك سيدي هي جولة مع ذكريات نأمل احيائها من جديد الكاتب القدير / اثير حلم ما أروع أسلوبك في السرد بلغة راقية وأسلوب شيق أبدعت اعجابي مع الختم والنشر ومنحك مكافأة محبتي |
رد: سرادق الزمن
تمت الاضافة
مبروك |
رد: سرادق الزمن
جميل ان نعود بذاكرتنا للزمن الجميل
زمن الطيبه والوفاء والتسامح جميل حرفك سيدي الفاضل وتقبل مني هذا الحــضور المبعــثر في حرم ابداع كلماتك مع اعجابي وتقييمي |
رد: سرادق الزمن
سأبقى بين حروفك
أستنشق الجمال من بين سطورك كانت رائحة الجمال تنزف كماء الورد تمطرنا برذاذها الفواح تأخذ منا اللب وتجعلنا بين حروفك سواح جمال فاق الجمال هناك مساحة كبيرة من الابداع تغنت بها حروفك طار الحرف بعيدا وأخذنا الى عالمك ودي وعبق وردي مع جل احترامي |
رد: سرادق الزمن
ff1 (000).gifff1 (000).gifff1 (000).gifff1 (000).gifff1 (000).gifff1 (000).gif
ff1 (000).gif گفو إبدآعگ و قلمگ دوم هاالابدآعff1 (000).gif ff1 (000).gif إًًنتقآًَقمًَيلًٍَff1 (000).gif ًًff1 (000).gif ر وًً عهًff1 (000).gif ff1 (000).gifتسلم يديگ ff1 (000).gif ff1 (000).gif ربي يسعدگff1 (000).gif ff1 (000).gifلاعدمنا جمال ابداعكمff1 (000).gif ff1 (000).gif كل الشكر لسموگff1 (000).gif ff1 (000).gifff1 (000).gifff1 (000).gifff1 (000).gifff1 (000).gif |
رد: سرادق الزمن
حروف جميلة جدا و ساحرة
لها من الإحساس وعذب الكلام صح لسانك و علا شأنك سلمت اناملك الذهبية |
رد: سرادق الزمن
سليدا تفاءلتُ كثيراً بتواجدكِ الراقي
وراقتِ للذات مفرداتك العظيمةِ هاته اللّطائف البديعة،اعتزاز لمعاني الذوق والإحساس رفيق البهاء، ، شكرا لأكف الطهر والإبداع الفتي الأنيق لسمو قيم الجمال وفقك الرب |
رد: سرادق الزمن
القديرة رانيا
زار متصفحي ملاك الطهر، توهجاُ بالنور، وبهاءً ورضاً : فكان سرورا مبهراً .. يمتع الروح والجنان .. دُثرتُ بنعمة نهم واشتياق .. وهبة انتظار تجلت بمرورك الأنيق.. فتزهو النفس وتنتفض لذاكَ البهاء، مقوماتِ الجمال .. ]كل الود والتقدير لهذا التجلي البديع وبالجمالI |
رد: سرادق الزمن
غاليتنا سمر
أهْتَمُ كَثِيرَا بِهَذَا السخاءِ والكرمِ .. والدفق الصافي العذب الجميل .. فأزهو بحديثك أن حَقُّ لِي الفخر والود والاشتياقِ من أَنَفَةُ وَعَلْوُ نبل سُمُوكم تحيةٌ مبجلةٍ لهذا التجلي الجميل تحفة في اكنان السلسبيل وفقكم العلي الأعلى .. |
الساعة الآن 04:01 AM. |