بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم = { يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره } الزلزلة . و في لمحة نرى مشهد القيام من القبور .. نرى مشهدهم شتيتا منبعثا من أرجاء الأرض " كأنهم جراد منتشر " .. وهو مشهد لا عهد للإنسان به من قبل " يوم تشقق الأرض عنهم سراعا " .. و حيثما امتد البصر رأى شبحا ينبعث ثم ينطلق مسرعا لا يلوي على شيء و لا ينظر وراءه و لا حواليه " مهطعين إلى الداع " ممدودة رقابهم ، شاخصة أبصارهم " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " = يومئذ يصدر الناس أشتاتا ، ليرو أعمالهم . و هذه أشد و أدهى .. إنهم ذاهبون إلى حيث تعرض عليهم أعمالهم ، ليواجهها ، و يواجهوا جزاءها . و مواجهة الإنسان لعمله قد تكون أحيانا أقصى من كل جزاء . و إن من عمله ما يهرب من مواجهته بينه و بين نفسه ، و يشيح بوجهه عنه لشناعته حين يتمثل له في نوبة من نوبات الندم و لذع الضمير . فكيف به و هو يواجه بعمله على رؤؤس الأشهاد ، في حضرة الجليل العظيم الجبار المتكبر . = فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره . فهذه أو ما يشبهها من ثقل ، من خير أو شر تحضر و يراها صاحبها و يجد جزاءها . عندئذ لا يحقر الإنسان شيئا من عمله خيرا كان أو شرا . إنما يرتعش وجدانه أمام كل عمل من أعماله ارتعاشة ذلك الميزان الدقيق الذي ترجح به الذرة أو تشيل . إن هذا الميزان لم يوجد له نظير أو شبيه بعد في الأرض .. إلا في القلب المؤمن .
[img3]https://i.top4top.io/p_21906u9wp1.jpg[/img3] [img3]https://b.top4top.io/p_2179abrgs1.gif[/img3]