ترددت ريحُ الصّبا وتمايل القلب الحزين طيفٌ من الذكرى مضى يستنهض الحبّْ الدفين حمامة فوق الغضى هديلها جرَ الأنين ناحت وقالت يا فتى مازِلتَ تعبث يا لعين قلي بربك إنني أهوى جُنون العاشقين فقلت يا لحمامة ترثي لحالي والسنين عن الف ليلى والف سلمى وأنتِ ألفٌ تسألين القلب بحر صبابةٍ إن فاض غطى العالمين وفيه ألفُ سفينة وليس فيها عائدين كم عاتقٍ أمست أقول لها القِصص ما رفّ جِفْني كي تنام كم ذاتُ خِدرٍ أرسلت لي وردةَ عطرتها بالعبير .. غلفتها بالحرير كَمْ ليلة أرِقتًها .. ارعى البراءة في مُحيا نائمة كم قبلتني آنسة، كم هدهدتني سيدة كم عانقتني فاتنات كم صفعة أخفيتُها عن عيونٍ ناعسات كم وشت بي مِنفَضهْ بِحُمرةِ الأعقابِ يا ويح الشِّفاةْ وأخيراً تنهدتْ حمامتي فوق الغضى ورفرفت بِرعشةٍ تعني كفى قالت: أُحِبُكَ يا لعين أهوى جنون العاشقين