أرَى الدًّنيا لمَنْ هيَ في يديْهِ أرَى الدًّنيا لمَنْ هيَ في يديْهِ، عَذاباً كُلَّما كثُرتْ لديْهِ تُهينُ المُكْرِمينَ لَها بِصُغْرٍ، وتُكْرِمُ كُلَّ مَنْ هَانتْ عَليهِ إذا استَغنيتَ عن شيءٍ فدَعهُ، وخُذْ ما أنتَ مُحتاجٌ إليهِ لعَمرُكَ ما الدُّنيا بِدارِ بقاءِ، كفاكَ بِدارِ الموتِ دارَ فَنَاءِ فلا تَعشقِ الدُّنيا أخي فإنَّما يُرَى عَاشِقُ الدُّنيا بجُهدِ بَلاَءِ حلاوتُها ممزوجَةٌ بمرارةٍ، ورَاحتُها ممزوجَةٌ بعَناءِ فلا تَمشِ يوماً في ثِيابِ مَخيلَةٍ؛ فإنَّكَ مِن طِينٍ خُلقْتَ وماءِ ولله نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ، وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ ومَا الدَّهرُ يوماً واحداً في اختِلافهِ، ومَا كلُّ أيَّامِ الفتى بسَوَاءِ ومَا هو إلَّا يومُ بؤسٍ وشدةٍ، ويومُ سُرورٍ مرَّةً ورخاءِ وما كلُّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ، وما كلُّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ أزورُ قُبورَ المترفينَ فلا أرَى بَهاءً، وكانوا قَبلُ أهل بهاءِ وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصريمَةٍ وكلُّ زمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ ممارق لي
[/QUOTE]