و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . . {إن الله يدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار . و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم } محمد . و الذين آمنوا و عملوا الصالحات يتمتعون في الأرض أحيانا من أطيب المتاع .. و لكن الموازنة هنا إنما تقوم بين النصيب الحقيقي الضخم للمؤمنين – و هو نصيبهم في الجنة – و النصيب الكلي للكافرين الذي لا نصيب لهم سواه . و نصيب المؤمنين يتلقونه من يد الله في جنات تجري من تحتها الأنهار . فالله هو الذي يدخلهم ، و هو إذن نصيب كريم علوي رفيع .. و هو ينالونه من بين يدي الله في علاه جزاء على الإيمان و الصلاح ، متناسقا في رفعته و كرامته مع الارتفاع المنطلق من الإيمان و الصلاح . و نصيب الذين كفروا متاع و أكل " كما تأكل الأنعام " و هو تصوير زري ، يذهب بكل سمات الإنسان و معالمه ، و يلقي ظلال الأكل الحيواني الشره ، و المتاع الحيواني الغليظ ، بلا تذوق ، و لا تعفف عن جميل أو قبيح .. إنه المتاع الذي لا ضابط له من إرادة ، و لا حارس عليه من تقوى ، و لا رادع عنه من ضمير .
[img3]https://i.top4top.io/p_21906u9wp1.jpg[/img3] [img3]https://b.top4top.io/p_2179abrgs1.gif[/img3]