حوار بلا كلام قالت النفس الأمارة : أرجوك أخِرْ التوبة قليلاً ، ليست إلا معاصٍ قليلة أتلهى بها ، وأرتشف منها ، وأقتات عليها ، ثم إذا شبعت منها تبت .. أقسم لك على ذلك ..!! قال القلب في أنفة : شنشنة أعرفها من " إبليس " ..! لابد من التوبة الآن .. الآن الآن وليس غداً ..! وقد قالوا وصدقوا : العاقل من لا يؤخر عمل اليوم إلى الغد .. فللغد شغله ..! ضجت النفس بالبكاء وناحت ، وأخذت تتوسل ، وتنكسر ، وتئن وتسترحم ..وتتوجع..!!! غير أن القلب صاح بها في عنف : قرقري أو لا تقرقري ، فلن تذوقي والله إلا زيت التوبة ، حتى تستقيمي على الصراط ، كالسهم المسدد يمضي نحو الفردوس ، ولا يرضى بغير الفردوس .. هذا هو الطريق ، ولا طريق لك غيره !! حاولت النفس أن تراجع العقل ، وتناوره وتداوره غير أنه هتف في وجهها : لا خيار .. إما الله وإما الدمار ..!! ولن أختار إلا طريق الله جل جلاله . حين رأت النفس الأمارة عزم القلب الحي ، وإصراره ، تراجعت وتداخلت وانكمشت ، ثم لانت ورقت وطاوعت ..! وتردد في الآفاق صدى يهز النفوس الحية : ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى ) وهمس هاتف من وراء الأفق بصوت شجي ندي معطّر : والنفس كالطفل إن تهمله شب على ** حب الرضاعة وإن تفطمه ينفطمِ قال الكون : هي حقيقة والله .. ولكن العاملين عليها قليل ..! قال أهل المعرفة : ولكن .. ولكن إذا لم تبق اليقظة مستمرة ، والحذر دائم ، فإن النفس قادرة على أن تحتال على صاحبها حتى توقعه من حيث لا يشعر ..! فتعود ريمة لعاداتها القديمة …!! نسأل الله أن يحفظنا بحفظه ، وأن يجنبنا شرور النفس الأمارة . تحياتى
[img3]https://j.top4top.io/p_2179xaqxx8.gif[/img3] لا إله إلا الله محمد رسول الله [SIGPIC][/SIGPIC]