الاجتماعي كم من مجالس نجلسها، وملتقيات نعقدها، واستراحات نحييها، تجف فيها الألسنة، وتُكمم الأفواه عن الذكر الطيب والكلم النافع، المقرب إلى الله ( فاذكروني أذكركم،،! ونتغافل عن أجل طاعة، وعن ثمنية الوقت، وحاجتنا إلى حسنات منعشة، وقربات مؤنسة،،! ولا ارتياب أن أحدنا حينئذ لخاسر مفرط، قال صلى الله عليه وسلم فيما صح، كما عند أبي دَاوُدَ وغيره ( مَن قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة-حسرة- ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه، كانت عليه من الله ترة ) والترة حسرات يلقاها المفرط، وندامات تلف الغافل، وكآبات تلبس الهاذ واللافظ في كل شيء ، إلا الذكر والكلمة الطيبة..! وبما أن الإنسان مدني بطبعه، محب للاجتماع، عليه استحضار هذا المعنى النبوي في حياته ومجالسه، وكيف أن مجلساً، أو أصدقاء، أو مسليات، تنسيه خيرَه وسعدَه، ومستقبله وعامره، قال مالك بن دينار رحمه الله ( ما تلذّذ المتلذذون بمثل ذكرِ الله ) فهنيئاً لمن وُفق لتلك اللحظات، وأحيا سنة مهجورة، وقربة متغافَل عنها، وذكّر أهله وأحبابه وأصدقاءه والدين النصيحة، والجُلاس كحامل المسك ونافخ الكير..! وفي الذكر من حياة القلب وسعادته ما لا يخفى ويفوت إلا على محروم ، قد آثر هواه على هدايته، واختار دنياه على آخرته، واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وأطيب..! ومن عجيب الذكر وجميله أنه عبادة سهلة، وقربة ميسورة، آلتها اللسان والمنطق، فلا تكلف متاعب، ولا تحمل على مشاق، والسنة والهدي والجادة تربية اللسان عليها، وسيرورة المنطق رطبا بذكر الله تعالى، ففيه من زوال الهم، واندحار الحزن، وبلوغ الصفو والسعادة ما يعيشه كل متذوق، ويدركه كل مستطعم،
[/QUOTE]