حديث الفلسفة [justify]الفكر المتصلب . بقلم: عبدالله البنين الفكر المتصلب فكر منطوي على ذاته في مجتمع أحادي النظرة ، نظرة مؤطرة بسياج فكر محدود ، يدور في دائرة ضيقة ، وتعنت فكري أبدي اعوج ، ما انفك يردد عبارات تكرارية معلبة ، لا تغيره الحداثة والتجديد والتمدد الثقافي . تبحر أفكاري في قراءة نقدية ، تعنى بالشيء الكثير ، إلم ينظر إليها ، أنها إضافة نقدية فحسب ، نابعة من وجهة نظر فردية ، فاحسبها ، ستلقى الرضا لمن يقف على عتباتها ويفتح كل فصولها المتوارية خلف أسرار وأستار الغياب الماثل في شكل وطبيعة الأشياء ، من أهداف مناقشة وحوار الفكر المتصلب . هو الوصول به إلى حقائق الأشياء بنظرة واعية متقدة نحو ثقافة الرقي لمجتمعات متقدمة ، بنت أفكارها وسماتها الفاضلة من فلسفة تنشئة اجتماعية مصقولة جيدة بالأخلاق ، انبثقت من قيم إنسانية وعدالة سماوية ، ومثل عليا ، متفقة على شريعة من الأمر ونهج العقيدة ، نائية عن الوقوع في براثن أفكار مقولبة ، في مجتمع مجسم بسجية واحدة ، مجتمع يرفض كل جديد ، ويدحض الأفكار النيرة ، ويرفض الأخر ، ولا يقر بوجوده ، ويأبى أن يكون مثله أو معه ، بل وينكره جملة وتفصيلا . والسبب الحقيقي أن كل من يرفض القيم النبيلة وكل جميل جديد ، إنما يقصي فكره وذاته ، عن حقيقة فكرة مفادها " اقرأني ـ لتعرف من أكون ـ " . ليس على مستوى الأشخاص فحسب ، بل في كل شي على صلة يتعلق بحياتنا ومستقبلنا ومبادئنا وقيمنا ، وما دام أن الأمر يتوقف عند النكران والجحود والتجاهل والإعراض وقراءة كل شيء ، فقد يكون فيه إجحاف بحق الإنسانية ، وعندئذ تثبت لنا حقيقة جلية ، في أن الحقيقة تلوي مفاصل كل فكر متصلب . إن الابتعاد عن حقائق الأشياء ، وعدم قراءتها برؤية متأنية في إطار التأمل المثالي الشامل ، لجدير بخلق أفكار ظلامية ، لا تر النور ، قابعة في زوايا الظلام ، تفكر إلا في الغواية والضلال ، ثم تنتج طغيان يجتث حكمة الرأي الواعي من القلوب والعقول هناك فرق شاسع بين الفطنة والغباء ، بينهما برزخ لا يبغيان ، لكن تبرز إشكالية كبرى من نوع أخر ، تغمس مخالبها ، بين الغباء والتغابي ، ولو أنهما في النهاية ، يلتقيان في مستنقع واحد لا ينج من وقع فيه من غرق البلاهة ، وهو إصدار الأحكام المسبقة على الناس ، والنظر إليهم بنظرة التعالي ، من خولهم بإطلاق تلك الأحكام ؟ وبالرغم أن القيم البنائية ونظريات فلسفة التنشية الاجتماعية لدى كثير من الفلاسفة والمفكرين ترسم خطوطا واضحة أمام العيان في كل المجتمعات لتتم قراءة كل الأفكار والنصوص الإبداعية والمثل والقيم الأخلاقية بعناية جيدة ، إلا أن الأفكار المتصلبة في مجتمع أحادي النظرة والتفكير ، يأبى إلا أن يكون جسد أجوف محنط يسكنه الظلام ، تصدر صفيرا وضجيجا ، يطلق صدى لا يتعد محتواه . يقرأ الأشياء بطريقة مختلفة ، لا تتناسب مع المنطق ، هكذا تفكر العقول المتصلبة في حديث الاستثنائية الشخصية التي تتمركز أو تتمحور حول الذات ، الفكر الواعي يُقرأ الواقع بمصداقية ، يطرح المشكلة في توازن دقيق بين الشعور والإحساس ، والانتماء الذاتي والعاطفي للمحيط البيئي الذي يعيش فيه وهو يتمنى رضاه وصلاحه ، ويجد الحل للخروج من معضلة تكره التملق ، والتمذهب وكل أشكال التعصب والاستعلاء والإستحماء بالجموع التي تنبت الكراهية والعدوانية والانقياد خلف الشعارات الحمقاء ، وتدعي التصوف ، وحسن التصرف ، وهي التي تقف على عتبات التطرف وتتوغل فيه ، هكذا تفكر العقول المتصلبة . .[/justify]
[IMG]https://www.lyaly-alomr.com/vb/signaturepics /sigpic122_1.gif[/IMG]