تابع قراءات بدأت آسفي مستوطنة كنعانية، أقامها القرطاجيون وهم الذين سموها بهذا الاسم، وجاء من بعدهم الرومان والقوط ثم العرب المسلمون، وصارت رباطاً في القرن الخامس للهجرة. وفي أوائل القرن العاشر للهجرة (السادس عشر الميلادي) أجبرت المدينة على دفع إتاوة لملك البرتغال مانويل الأول (1469-1521م)، ثم استولى البرتغاليون عليها عام 913هـ /1508م بعد حصار استمر ثلاث سنوات، واستعمروها نحو ربع قرن. وكانت الرئاسة فيها لقائد من سكانها يحمل لقب شيخ أو قائد، يحكمها باسم ملك البرتغال، وخرج عنها البرتغاليون نهائياً سنة 933هـ/1526م تحت ضغط المقاومة، ولكنها بقيت خربة اثنتا عشرة سنة إلى أن جدد بناءها الشيخ محمد السعدي. بلغت آسفي أوج ازدهارها في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين (16 و17م) في ظل السلاطين السعديين الذين جعلوا من آسفي الميناء الرئيسي لحاضرتهم مراكش. فصار لها شأن تجاري كبير ونمت علاقاتها التجارية مع فرنسة وإسبانية والبرتغال وإنكلترة وإيطالية، وأبرمت فيها عام 1635م معاهدة صلح وصداقة بين فرنسة والمغرب.
[IMG]https://www.lyaly-alomr.com/vb/signaturepics /sigpic122_1.gif[/IMG]