قراءات ـ تقرير المرأة الأمازيغية ما بين الماضي والحاضر امتازت المرأة الأمازيغية بمكانة عظيمة عبر تاريخها القديم، حيث كانت لها القيادة والصدارة في الحفاظ على الهوية الأمازيغية المغربية، وتوّلي شؤون قبيلتها في الإدارة واستلام زمام الأمور في أوقات السلم والحرب، كي تحافظ على شعبها وأرضها، أمثال الملكة "ديهيا الأوراسية" (585 ـ 712م) التي حكمت جزءاً من المغرب لمدة عشر سنوات، وبرز دور صاحبة الحكمة والدهاء "تينهنان" ملكة أمازيغ الطوارق التي حكمت في القرن الرابع الميلادي، حيث عدت لدى شعبها الطوارق بمثابة الأم الروحية لاستشارتها في شتى الأمور، وقد عرفت بنضالها من أجل حماية المرأة والدفاع عن وجودها وكيانها من المجتمع الطوارقي في الصحراء الكبرى، واستطاعت حماية أرضها وشعبها من قبائل النيجر وموريتانيا وتشاد. ولا يخفى دور "كنزة الأربية" التي تحملت أعباء إدارة حكم المغرب بعد وفاة زوجها المولى إدريس بن عبد الله الهاشمي القُرشي، وساهمت في استقرار شعبها، إلى أن وضعت مولودها الذي تولى الحكم عن أبيه. بالإضافة إلى ما قدمته "زينب إسحاق النفزاوية" (1039 ـ 1072) من إسهامات مُشرّفة في مجال السياسة والرئاسة للمغرب، منها حفظ الأمن والسلام وتوطيد أركان البلاد. بينما تراجعت مكانة المرأة الأمازيغية في السنوات الأخيرة جراء هيمنة الرجل الذي وظّف سلطته الذكورية وأرغمها على ترك السلاح ونزع منها فكرها السياسي كما أحتكر القيادة لنفسه، فضلاً عن التأثير الديني والثقافي جراء استعمار البلاد من قبل الفرنسيين المعروفين بنظرتهم الدونية للمرأة آنذاك.
[IMG]https://www.lyaly-alomr.com/vb/signaturepics /sigpic122_1.gif[/IMG]