يممتُ نحوك وجهتي صفصافة الحزن قصة من الذكريات القديمة الذكرى السادسة لغياب الكاتبة صفصافة الحزن بـ : عبدالله البنين [justify]لغز اختفاء الكاتبة والشاعرة الرائعة صفصافة الحزن، كاتبة من العراق، على الأرجح أنها كانت تقيم في إمارة خليجية . يبين الحال أنها اختفت في ظرف غامض، كاختفاء رحلة الطائرة الماليزية التي لم يظهر عنها خبر، وظل اختفاءها يشكل لغزا محيرا، ومذهلا في ذات اللحظة . أشبه بحكايات القصص البوليسية. والسبب تناقض الروايات حول قصة الاختفاء التي تعلن فينة وجود أثرها، وتنفي مرة أخرى وجود أي أثر لها، في نهاية المطاف ينتهي الخبر بدون وجود أي دليل ما أو إشارة تثبت الوجود أو تقر بالنفي، ينتهي الأمر بالتساوي والغموض، تناسب طردي لكل التوقعات والتكهنات التي لا ترد بخبر يقين. سيناريو الاختفاء الغامض وما رافقه من لبس، أحزنني، يعد دائما من الطراز الفريد الذي يرافق اختفاء العظماء، والذي يجعل من الحيرة ذاتها حديثا أخر، يشغل الرأي العام ويطرق أبواب المخيلة فيفتش في أقبية وحوانيت الذاكرة القديمة، عل يجد خيطا أو شيئا ما يستدل به للوصل للحقيقة الكاملة . بالضبط مثل فرضيات الواقع والحقيقة والخيال، وفرضية استعمال المنطق والإقرار والتسليم بما يرافق كل ذلك من احتمالات بعضها صحيح وبعضها خطأ. على كلٍ : ما كنت أتمنى قراءة خبر اختفائها، بعد حين وليس من بعيد، ظهرت رواية، من إحدى صديقاتها المقربات، تعلن نبأ وفاتها المحزنْ . وحتى هذه اللحظة التي رافقت ذلك الخبر المحزن، ما زلت أتسقط الأخبار، في الثقافة المصرية التي ملأت الأرض بالجمال، والحكمة، والفن، عبارة يرددها العامة تقول : " قلبي دليلي " من بعد أضحت أغنية، لجمال المقصد والمعنى. بين مسارات الواقع البسيط ومرحلة الشك والأمل ، احتمال وجود متاهة ضيقة وأمر ما، في الرواية او الخبر، وخاصة حين يتأرجحان بين التناقض على نقطة تماس في راصد التوقيت الزمني، هنا يكون الشك بمثابة حجر زاوية، للانطلاق الى البحث عن الحقيقة الأكيدة والخبر. مثلما قلت سابقا، في تأرجح الرواية والخبر، الواقع شيء والحقيقة شيء آخر. فالواقع يسير في مسارات معقدة، والخبر بين مرمى السمع والنظر، والحقيقة في حيرة بين الواقع وما يرصده الخبر. في الذكرى السادسة لغياب صفصافة الحزن التي كانت تشارك في كثير من المنتديات الأدبية ـ كانت تمثل حجر الزاوية، أو أشبه بعمودها الفقري، وركيزة وقاعدة أساسية ونموذجا يقتدى به السماحة والأخلاق، ومكسب مادي ومعنوي، لها كريزما واكسون جيني جاذب في التعامل والتخاطب مع الآخرين، وتشفير خاص يكسبها المحبة والرضا من الجميع، الى جانب كل ذلك امتلاكها أكثر من موهبة فنية وثقافية إبداعية . في الساحات الإعلامية المنتشرة، بالصدفة كان كل منتدى ترفيهي، تشارك فيه، يتحول بفضل وجود صفصافة الحزن فيه، الى نادي أدبي، يذكي روح المنافسة بفن واقتدار كبير. في بداية لغز اختفاء سفينة الفن والأدب صفصافة الحزن، دارت مهاترات كلامية، بين أعضاء المنتديات الأدبية فور إعلان نهاية الصفصافة، فقد كان الخبر صادما للجميع، فتوسع الشد والجذب حتى بين الطاقم الإداري أنفسهم فأداروا ظهورهم للمنتدى، وانشغلوا بتسقط أخبار الصفصافة، ثم، خرقوا السفينة. في العشاء الأخير، وقع خبر اختفاء القديرة حوراء، ثم حدثت هزة بقوة. تعدى صداها أقصى توقع لها. حاول أصحاب المنتديات الكبيرة وإدارييها الأنانيين، تدارك الأخبار الآتية من هنا وهناك، بشان نهاية الصفصافة، للتقليل من أهميتها، بكل أسف، من اجل بقاء المنتديات التي بدأت تتصدع وتتهاوى. أظن انه يوجد ارتباط علائقي بين ما حدث في المنتدى من قبل ومن بعد ، وترك حوراء للمنتدى لان حوراء كانت أكبر من أن يسقط اسمها في براثن تعنت وخلافات الخاصة، لكن بكل تأكيد ومن يعرف خلق ونبل السيدة الجميلة حوراء يدرك أنه ليست طرف في أي خلاف أو مشكلة تحدث في نادي أدبي. هذا سبب، والسبب الأخر لأنها كانت تُغيّب مشكلاتها الخاصة، وأحزانها وما يجول في خاطرها الى ركن بعيد عن المنتدى. لكي لا تتسبب في حزن لأحد. وهذه علامة فارقة في الحب والإخلاص لكل منتدى، كانت قلب بسعة السموات من الطيبة والشرف. الحدث التلقائي : أنه لم تأبه المنتديات الصغيرة بغياب القديرة صفصافة الحزن، لأنهم كانوا يفكرون في أنفسهم فقط وما يقدم لهم من أوسمة شرفية. الحدث المتعمد : أن واحدة من المنتديات التي ذكرتها في البداية ، بكل أسف حاولت الإدارة ثني وإسكات الجميع وإغلاق الموضوع لكي لا يتم تناوله كثيرا، تخوفا من العجز والإخفاق الذي قد يصيب بنية مجتمع الأعضاء، نتيجة التأثر. وبالفعل حدث ما كان متوقعا بغياب الصفصافة، أنه وقبيل نهاية العام 2015 م هدأت وشلت حركة إحدى المنتديات الكبيرة المهمة، وسقطت بسرعة هائلة، بسقوط احد الأعمدة والأركان المهمة المؤثرة. رافق لغز هذا الاختفاء الغريب في نفس التوقيت لغز آخر الكاتبة ليليان الأردنية والكاتب الوعد الصادق، لكن الأخيرين ليسا على نفس الدرجة من التأثير مقارنة بصفصافة الحزن. أنا شخصيا حاولت الاتصال بالأستاذ حسني البورزان في فندق صح النوم، لمعرفة أسباب غياب هؤلاء الكتاب وغيرهم عن الساحة الأدبية ، فأجاب : إذا أردنا أن نعرف ماذا في ايطاليا يجب أن نعرف ماذا في العراق، السر الابرز: ماذا لو أن صفصافة الحزن ما زالت تعيش بيننا. وانها لم تختفي ..[/justify]
[IMG]https://www.lyaly-alomr.com/vb/signaturepics /sigpic122_1.gif[/IMG]