يممتُ نحوك وجهتي، الجواهر الدفينة. في العيادة بقلم : عبد الله البنين انتبهتُ لنفسي هذهِ المرة جيداً، حين كنت أتحدثُ مع نفسي كثيرَا، في البيت، في المكتب، في الجامعة، في الأتوموبيل، شعرتُ أن الحالةَ وصلتْ الى حدَّ الهذيان. توجهتُ الى عيادةَ صديقي الودود الدكتور عبد العظيم، طبيب نفساني مستقل، دخلت مبنى مركز العناية الصحية المتقدمة. في طريقي الى العيادة رأتني إحدى الفتيات الجميلات، أتت الي مسرعة، تسابق الخطىَ، يبدو أنها ليستْ المرة الأولى التي أرى فيها هذه الفتاة الجميلة. استقبلتني بلطف، أحسن استقبال . ـ قالت : سيدي هل من خدمةٍ أقدمها لك . ـ قلت : نعم ، أريد مقابلة الدكتور عبد العظيم، ـ أن كان موجودا في العيادة ؟ . ـ قالت : نعم سيديْ، سأخبره بوجودٌ . ـ استوقفتها لحظة من فضلك سيدتي، ـ لم تسأليني عن اسمي ؟ ـ قالت بكل ثقة : نعم سيديْ، عرفتك ! سأعود اليك .. " جلستُ في صالةِ الاستقبال قليلاً أنتظر، ـ أخذتُ أفكر، أسأل : أين رأيت هذهِ الفتاة من قبل ؟ ـ لآ، لآ .. هذا إحساس آخر بحالة الهذيان . " سرح فكري قليلا " حضرتْ إليَ الفتاة : سيدي الدكتور عبد العظيم ، بانتظارك " ــ كررت العبارة مرة أخرى، ربما لاحظتْ أني شارد الذهن. " سيدي هل تسمعني" ؟! ـ أجبتها : نعم، بلى . ماذا ؟ ـ كررتْ العبارة " الدكتور بانتظارك سيدي تفضل. ـ بينما كنت أهم بالدخول، ـ خرج الي صديقي الدكتور عبد العظيم واستقبلني استقبالاً حارا كعادته . ـ ـ أهلاً بك يا صديقي العزيز ، تعالهـ .. تفضل .. " دخلنا حجرة العيادة، أخذ يسألني كثيرا عن حالي، متسقطاً كل أخباري، حال البرتوكولات الرمزية التي تتم أثناء المقابلات واللقاءات الشخصية . ـ قلت دكتور : جئتك اليوم في موضوع مهم جداً، يتعلق بوضعي الصحي و حالتي النفسية، وأريد أن تطمئنني عن صحتي بصورة عامة. ـ الدكتور : يا خبر فيه أيه بس، يا ساتر. ـ قلت : يا دكتور اشعر بحالة هذيان . ـ الدكتور : كدهـ ، آه، أزاي أحكي لي .. كان يضحك ! ـ قلت : أنا أتحدث مع نفسي كثيرا، في كل مكان .. " ابتسم الدكتور ثانية " وقال : هاه وبعدين، وأنتَ لوحدك !ولا ولا معاك حد. ـ قلت : لا وأنا لوحدي. وفي وجود الآخرين أبقى صامتاً . ــ توسد الدكتور عبدالعظيم ذراعيه على سطح مكتبه وهو يضحك . وأنا أنظر إليه، نظرة استغراب.. حتى أنهى ضحكه، ـ رأيت عيناه اغرورقتا من الضحك . الدكتور : يا راجل وهو دا سبب الزيارة، أنا قلت في نفسي إني وحشتك وجئت تسلم عليه. من بعد طول الغيبة. ـ قلتُ : بصراحة هذا هو سبب الزيارة، الدكتور : بصراحة يا صديقي أنت عيان كتير أوي أوي . ، من حالتك دي، دا اللي باين عليك ؟! ـ قلت متحمساً : بتتكلم جد يا دكتور، اشنو واقع ليا ؟ ـ الدكتور : بتقول أيه وأنت بتفكر وتكلم نفسك ؟ ـ قلت : في الجامعة والمحاضرات، والطلبة، والموضوعات التي اكتبها ! وفي كل حاجة .. ـ الدكتور : يعني ما فيش أية مشاكل في حياتك العائلية؟ ـ افتكر شويه يمكن مشكلة مع المدام أو العيال أو حاجة كده ولا كده. ـ قلت : قطعا لا، الحمد لله .. ما شي مشكله ولا حاجة . كل شيء مزيان. " أثناء حديثي مع الدكتور عبد العظيم، " لاحظت أنه يبتسم كثيرا " وكأنه لم يأخذا الموضوع بجدية أكتر واهتمام . ـ في نهاية الأمر قال : يا صديقي وهوه، فيه حد في هذا الزمان ما بيكلمش نفسو ! ـ خذ أنا عندك مثلا، بظل اكلم نفسي ليل ونهار في الدنيا، لغاية ما يجيني صداع . " وان كنت في البيت، أروح أنام .. ـ اطمئن يا صديقي ما فيش حاجة، أنت عال العال، بس لتلاقيك محتاج لإجازة، ،وراحة، ورحلة سياحية ممتازة . بعديها يبقى الوضع تمام، ميه الميه.. ـ قلت : ان شاء الله .. أتترك الآن، ونلتقي قريبا بإذن الله . ايوه تذكرت بالمناسبة، من هذه الفتاة التي قابلتها، كأنني رايتها من قبل ؟ ـ هذه الفتاة كانت تدرس في الجامعة، ولم تكمل دراستها، لظروف عائلية ! ،الآن تعمل في المركز مع أخريات يقدمن خدمات لزوار المركز معاملات بسيطة، ومعلومات . وفي الاستقبال، وتنسيق وترتيب الملفاتِ ! والحمد لله ألأوضاع في تحسن .. ـ تذكرتُ الآن أين رأيت هذه الفتاة الحسناء . ختاماً : من رحمة الله، أن الحياة تريد منا أن نكون بسطاء، نساعد ونمد يد العون لغيرنا. وان نكون رحمة وشفاء .وأن نتخلص من كل الأعباء التي تقلقنا وترهقنا، كل يوم، لنعيش في راحة وسعادة قدر الإمكان، دون عناء او شقاء.
[IMG]https://www.lyaly-alomr.com/vb/signaturepics /sigpic122_1.gif[/IMG]