رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الحاكم[1] ووافقه الذهبي[2] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَرضي الله عنه[3]، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ»[4]. معاني الكلمات: فَرَغَ: أي انتهى. بِالتَّثْبِيتِ: أي ادعوا له أن يثبته الله عند سؤال الملكين. اسْتَغْفِرُوا: أي ادعوا له بالمغفرة. يُسْأَل: أي يسأله الملكان ثلاث أسئلة: • من ربك؟ • ما دينك؟ • مَن النَّبِي الذي بُعِث فيكم؟ المعنى العام: يرشدنا النَّبِي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى ما يقال بعد دفن الميت: 1- نستغفر له. 2- ندعو له بالتثبيت؛ لأن الملكان الموكلان بالقبر يسألانه بعد دفنه مباشرة. الفوائد المستنبطة من الحديث: 1- تقرير مبدأ الإيمان باليوم الآخر. 2- استحباب الدُّعَاء للميت بالمغفرة والتثبيت بعد دفنه. 3- الإيمان بسؤال الملكين للعبد في قبره. 4- المسلم أخو المسلم في الحياة وبعد الممات. 5- ينبغي للمسلم أن يخاف عذاب القبر ويعمل جاهدًا في طاعة الله حتى يثبِّتَه الله في قبره. 6- حرص النَّبِي صلى الله عليه وسلم على دخول أمته الجنة. 7- الحديث فيه دليل على نبوة النَّبِي صلى الله عليه وسلم. 8- عظيم أمر سؤال الملكين: المنكَر، والنكير.