مقومات تجديد الإيمان في القلوب !! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القلوب إن الحديث عن الإيمان حديث ذو شجون , وله طعم خاص , حديث يأخذك إلى سمو المعرفة , وعلو المكانة . تسمعه .. فتشعر أن كل أطراف الجسد تلتف حول قائدها وهو القلب ذلك أنه محل النية ومنطلق الإيمان . تسمعه .. فتعجز أن تمنع دموع عينيك من الإنهمار , وأعضاء بدنك من الإرتجاف , وحنين فؤادك من الإشتياق . ذلك أن الحديث عن الإيمان إنما هو حديث عن الصلة التي بين العبد وربه جل وعلا , وماهيّة تلك الصلة , ومدى استمراريتها , وماهي طرق توثيقها . نعم .. كم نحن في حاجة للكلام عن الإيمان في قلوبنا , وما مدى أثره على أقوالنا وأعمالنا ومشاعرنا ومعاملاتنا وعلاقاتنا . ذلكم الإيمان .. الذي يرقى بصاحبه أعلى القمم , ويبني له ما تحدثت به الهمم , وينزهه عن كل سفول ودنو ولمم . لماذا الحديث عن أسباب تجديد الإيمان ؟! تجديد الإيمان في القلوب والنفوس، وتوثيق الصلة بالله - تعالى -، أمر جاءت به نصوص ال القلوب إن الحديث عن الإيمان حديث ذو شجون , وله طعم خاص , حديث يأخذك إلى سمو المعرفة , وعلو المكانة . تسمعه .. فتشعر أن كل أطراف الجسد تلتف حول قائدها وهو القلب ذلك أنه محل النية ومنطلق الإيمان . تسمعه .. فتعجز أن تمنع دموع عينيك من الإنهمار , وأعضاء بدنك من الإرتجاف , وحنين فؤادك من الإشتياق . ذلك أن الحديث عن الإيمان إنما هو حديث عن الصلة التي بين العبد وربه جل وعلا , وماهيّة تلك الصلة , ومدى استمراريتها , وماهي طرق توثيقها . نعم .. كم نحن في حاجة للكلام عن الإيمان في قلوبنا , وما مدى أثره على أقوالنا وأعمالنا ومشاعرنا ومعاملاتنا وعلاقاتنا . ذلكم الإيمان .. الذي يرقى بصاحبه أعلى القمم , ويبني له ما تحدثت به الهمم , وينزهه عن كل سفول ودنو ولمم . لماذا الحديث عن أسباب تجديد الإيمان ؟! تجديد الإيمان في القلوب والنفوس، وتوثيق الصلة بالله - تعالى -، أمر جاءت به نصوص الكتاب والسنة، فقد قال تعالى: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ النساء: 136]. والناس –إلا من رحم الله- في بعد عن ربهم , وجفاء مع خالقهم , وتمرد على أوامره ونواهيه , لما جعلوا الدنيا هدفاً لمنافاستهم , والدون مرتعاً لهمومهم وأمانيهم , والمال واللذة والولد والشهوة أهدافاً يسعون لتحقيقها . ولأن القلوب قست , والأخلاق تدنت , والعلاقات بردت , والفواحش انتشرت , والآثام طغت , كل ذلك لمّا ابتعدت القلوب عن علّام الغيوب , ونأت الأفهام عن التدبر في آيات الواحد العلّام . وها هي الفتن والابتلاءات التي تحيط بنا من كل مكان لها أثر على القلب , فقد تكون سبباً في تشاؤمه وقنوطه , أو في ضعفه وشروده , أو في انتكاسته وموته . فصار عزوف المؤمن عن محاضن الإيمان التي تعيده إلى سابق إيمانه وتذكره بجميل فطرته , وابتعاده أيضاً عن الصحب الأوائل الذين كانوا يذكرونه بالله ويحفزونه للمضي قدماً نحو طريق " إياك نعبد وإياك نستعين " .. الأسباب المعينة لتجديد الإيمان في القلوب : 1/ تحقيق معنى التقوى في القلوب . قال ابن مسعود عن التقوى :"هي أن يطاع الله فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر" وخير لباس المرء طاعة ربه .. ولا خير في من كان لله عاصياً 2 / أن تتعرف على الله سبحانه وتعالى . الله الذي خلقك في أحسن تقويم , وجعلك من بنيء آدم المكرمين , شق سمعك وبصرك , وأجرى الدماء في عروقك , نعمه عليك لا تعد , وجوده ليس له حدود , فضلك بالإسلام , وجعلك من أتباع خير الأنام عليه الصلاة والسلام . ومما زادني شرفاً وتيها ... وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صيّرت أحمد لي نبيا 3/ إقامة الصلاة بأركانها وخشوعها . الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد التوحيد ، وهي الصلة بين العبد وبين ربه تعالى وإقامتها في أوقاتها بأركانها وشروطها ، تبعث في النفس الطمأنينة والخشوع والذلة لله تعالى الأمر الذي يحقق الإيمان الحقيقي والتقوى في القلوب . 4/ قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته . إن لقراءة القرآن الكريم شعور خاص , وحالة مستثناه ,, كيف لا ,, وأنت تقرأ كلام الله جل وعز، يقول ابن القيم – رحمه الله -: " فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته ؛ فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما. وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما، ومآل أهلهما ، وتضع في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة. هو الذخر للملهوف والكنز والرجا ومنه بلا شكٍ تُنال المنافع 5/ المداومة على ذكر الله تعالى : ذِكْرُ لله سبب في أن يذكرك الله في من عنده قال تعالى: ﴿ فَاذكُروني أَذْكُرْكُمْ ﴾ البقرة: 152 وفي الحديث القدسي: " فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " [رواه البخاري]. 6/ طلب العلم الشرعي وقد يسأل سائل ما علاقة العلم بتجديد الإيمان في القلوب , وأقول إن العلم منطلق العمل , فلا عمل متقن , ولا أثر يتضح , ما لم تنطلق من علم ودراية , كذلك الإيمان في القلوب لا يرى أثره ولا تظهر صوره إلا حينما ينطلق من علم يهذب النفوس ويربي الأرواح ويزكيها من كل شائبة ودخن . 7/ قيام الليل . هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم ، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله . إذا ما الليل أظلم كابدوه فيسفر عنهم وهم ركوع أطار الخوف نومهم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع 8/ مرافقة أهل الإيمان . " الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ " الزخرف:67 قال مالك بن دينار: إنك إن تنقل الأحجار مع الأبرار، خير لك من أن تأكل الخبيص مع الفجار. وصاحب خيار الناس تنج مسلمــا وصاحب شرار الناس يوما فتندما 9 / التفكر في اليوم الآخر . " قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشرٍ، واقرؤوا إن شئتم: " فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " متفقٌ عليه . 10/ الدعاء . وهو ملاك ما تقدم , ولن يفلح المؤمن , ولن يحقق ما تمنى , ولن يسكن الإيمان في قلبه ما لم يكن له عونا من الله , فالدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث , فالله الله في الدعاء , والمداومة على الارتباط برب الأرض والسماء . اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكّاها أنت وليّها ومولاها ..