عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2021, 10:36 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
عيسى العنزي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عيسى العنزي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 5007
المشاركات: 68,237 [+]
بمعدل : 44.86 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عيسى العنزي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عيسى العنزي المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي رد: الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله

مظاهر الولاء المحرَّم، وهي قسمان:

أولًا: الموالاة المحرمة الكفرية:


1) محبة الكافرين لأجل دينهم:

فهي محبة للكفر؛ مثل أن يحب الشيطان، أو يحب ما يعبد من دون الله من الطواغيت، أو يحب السحرة والكهان، ونحو ذلك.



• حكمه: كفر وخروج عن الإسلام؛ لأنه ينافي أصل الإيمان.

والدليل: قوله تعالى: ï´؟ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُï»؟لُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [المجادلة: 22].




• وكذلك نهى الله تعالى عن مودتهم؛ قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا ï»؟الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ï´¾ [الممتحنة: 1].



ما هوحال قلب المؤمن الموحد مع الناس؟

يكون بحسب أحوالهم من الطاعة والإيمان، أو الكفر والعصيان.

• أقسام الناس في الولاء والبراء والحب والبغض أقسام ثلاثة:

الأول: أهل الإيمان والصلاح والاستقامة على طاعة الله: لهم حب وولاء لا بُغْض معه.

الثاني: الكفار والمشركون أيًّا كانوا: يُبغضَون بغضًا لا حب معه.

الثالث: من يُحَب باعتبار ويبغض باعتبار: يحب باعتبار إيمانه وما عنده من صلاح وطاعة، ويُبغَض باعتبار ما عنده من عصيان (وهم عصاة الموحدين)، الذين يفعلون المعاصي التي لا تصل إلى حد الكفر، فصاحب المعصية يحب على ما عنده من إيمان، ويبغض على ما عنده من فسوق وعصيان.



2) الرضا بدينهم وإن لم يحبهم:

وذلك بالرضا بما هم عليه، أو ببعض ما هم عليه؛ كمن يرى أنهم على الحق مثل المسلمين، أو يرى أن دينهم حق، أو أن الإسلام وغيره سواء، فيرى أن عبادة البوذيين لبوذا حق، وعبادة النصارى لعيسى حق، وهكذا، وأن كل إنسان يختار ما يحلو له، أو من ينادي بالمساواة بين الأديان، أو التقريب بينها، وجعل المسلم كالكافر.



حكمه: كفر مخرج من الملة؛ لأنه رد لكتاب الله تعالى، والدليل قوله تعالى: ï´؟ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ï´¾ [آل عمران: 19]، وقوله تعالى: ï´؟ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ï´¾ [آل عمران: 85].




• وفي قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لَمَّا راسل كفار مكة يخبرهم بخروج النبي صلى الله عليه وسلم لقتالهم وانكشف أمره، فقال متبرئًا من الكفر بعد الإسلام: (وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا، ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام)، فدل على أن الرضا بالكفر يعد كفرًا؛ لأنه ينافي أصل التوحيد وينقض معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)؛ فمعناها لا معبود بحق إلا الله، ففيها نفي استحقاق العبادة عما سوى الله، وإثبات العبادة لله وحده، فإذا اعتقد أو قال بجواز عبادة غير الله، فقد ناقض كلمة التوحيد، فكأأنه قال: الله إله وهناك آلهة أخرى لا بأس بها، فهذا خروج من الإسلام!



• فكلمة التوحيد تقوم على ركنين؛ هما: (النفي، الإثبات)؛ قال تعالى: ï´؟ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُï»؟ثْقَى ï´¾ [البقرة: 256]..



• ومن هذا الضلال: اعتقاد أن (إخناتون) من الموحدين؛ لأنه دعا المصريين إلى عبادة إله واحد وترك ما سواه، فسموه بذلك موحدًا! ولم ينظروا إلى الإله الذي دعا إلى عبادته، وهو (آمون)، ورمز له بقرص الشمس، وقد بلغ الضلالُ بأحدهم أنه قال: (إنه لا يستبعد أن يكون إخناتون نبيًّا لم يأتِ ذكره في القرآن)! فيا لَلعجب!



3) (نصرتهم وإعانتهم على المسلمين): وذلك بالقتال معهم ضد المسلمين بقصد ظهور الكفر على الإسلام.

• حكمه: كفر مخرج من الإسلام.

• الدليل: قوله تعالى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْï»؟فُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ï´¾ [النساء: 97].



• نزلت في أناس من المسلمين خرجوا مع المشركين في بدر لقتال المسلمين ولم يهاجروا إلى المدينة، فقتلوا كفارًا.

قال الإمام ابن حزم رحمه الله: (مَن لحق بدار الكفر والحرب مختارًا محاربًا من يليه من المسلمين، فهو بهذا الفعل مرتد، له أحكام المرتد كلها؛ من وجوب القتل متى قدر عليه، وإباحة ماله، وانفساخ نكاحه، وغير ذلك)[22].



4) (طاعة الكفار مطلقًا): في كل أمر يأمرون به، واتباعهم عليه حتى لو أمروا بالكفر.

• حكم طاعة الكفار: ينظر في الفعل، إذا كان كفرًا وأطاعهم بغير إكراه معتبرٍ شرعًا، يكون كافرًا، وكذلك إذا أطاعهم في تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله، فإنه يكفر بذلك، والدليل قوله تعالى: ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِï»؟يعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ï´¾ [محمد: 25 - 28].




• وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم - والخطاب لأمته من بعده -: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ï´¾ [الأحزاب: 1].



• "ومن أخطر صور هذه الطاعة والمتابعة: الانخراط في الأحزاب العلمانية أو الإلحادية أو القومية، وبذل الولاء والحب والنصرة لها، مع تصريحها بأنها لا تقوم على أساس الإسلام، وترفع شعارات تدل على وحدة الكفر والإيمان؛ مثل (يحيا الهلال مع الصليب، الدين لله والوطن للجميع)، ويفتخرون بذلك، ويرون المساواة بين الإسلام وغيره من الأديان الباطلة.



• أما إجابة الكفار إلى أمرٍ من أمور الحق والعدل يوافق ما في الإسلام، فليس من هذه الموالاة المنهي عنها، بل هي متابعة للحق وطاعة لله"[23].

• وإن كان قد أطاعهم في معصية، فيكون له حكم أصحاب الذنوب، إلا إذا استحل تلك المعصية، فيكون كافرًا.



5) التشبه بهم في أمر يوجب الخروج من الدين:

كتعظيم عيدهم تبجيلًا لدينهم، أو أن يلبس الصليب تبركًا مع علمه أنه شعارهم.

حكم التشبه بالكفار: إذا تشبه بهم مطلقًا في الظاهر والباطن، أو تشبه بهم في أمر يوجب الخروج من الدين، فقد كفر.



والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن تشبه بقوم فهو منهم))[24]؛ أي: صار منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه، فإن كان كفرًا كان حكمه الكفر، وإن كان معصية كان حكمه كذلك، أما لبس ما هو شعار للكفار، فهذا يكفر به.

قال الإمام النووي رحمه الله في روضة الطالبين: (ولو شد الزنَّار على وسطِه كفر)؛ اهـ، والزنار: حزام يشده النصراني على وسطه، وهو شعار للنصارى يربطه أحدهم على وسطه، كما يعلقون الصليب وغيره من شعاراتهم.



ثانيًا: الموالاة المحرمة غير الكفرية: لا تُخرج صاحبها من الإسلام، لكنها محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب.

1) محبة الكفار لأجل دنياهم (ما عندهم من إباحية ومحرمات)، أو لأجل قراباتهم.

الدليل: قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ï´¾ [التوبة: 23].



2) نصرتهم على المسلمين لأجل الدنيا (مصلحة دنيوية)؛ مثل المنصب أو المال أو غيره، وليس لأجل إعلاء شأنهم على المسلمين.

والدليل: قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، لما جس على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين في غزوة فتح مكة، فكتب كتابًا إلى مشركي مكة يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، وكان الدافع له على ذلك مصلحة شخصية؛ لقوله لما سأله النبي: (أحببتُ أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضا بالكفر بعد الإسلام)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد صدَقكم))، وأنزل الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ï´¾ [الممتحنة: 1].




قال علماؤنا رحمهم الله: (ذكر الله تعالى في هذه الآية أنه حصل ممن ناداهم باسم الإيمان اتخاذ المشركين أولياء بإلقاء المودة إليهم من أجل الدنيا، فدل على أن ذلك ليس بكفر مخرج من الملة؛ لأن الله ناداهم باسم الإيمان).



3) اتخاذهم أصدقاء؛ قال تعالى: ï´؟ يَا ï»؟أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ï´¾ [آل عمران: 118، 119].



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل))[25].

فلا يجوز لمسلم أن يجعل الكافر بطانةً له بأن يطلعه على بواطن أموره، ويستشيره في أموره الخاصة، أو يعتمد عليه في قضاء حوائجه أو حوائج غيره من المسلمين؛ لأن الكافر عدو للمسلم لا ينصح له، بل يفرح بما يُعْنِته؛ أي: يشق عليه ويضره؛ قال تعالى: ï´؟ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ï´¾ [آل عمران: 120].




• (هنا ننبه على أمر غفلنا عنه كثيرًا، ولا سيما في هذا الزمان؛ أن بعض الناس قد اغتر ببعض تعاملات الكفار، فأعجبته، ومال إليهم بسببها، وأصبح يعظم ويفخم أخلاق الكفار، وإذا أراد أن يتحدث عن الأخلاق والتعاملات لا يستشهد إلا بالكفار، يتعاملون بكذا، وعندهم كذا... مما يفضي بالإنسان إلى ميل قلبه لهم وركونه إليهم وثقته بهم، والله تعالى نهى عباده أن يغتروا بالكفار؛ فقد قال تعالى: ï´؟ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِï»؟لَادِ ï´¾ [آل عمران: 196]، قال تعالى: ï´؟ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ ï´¾ [طه: 131].



• لا تغتر بكافر مهما كانت أحواله، وإذا أردنا أن نتحدث عن الأخلاق الحقيقية فكل كافر لا خلق له؛ لأن أعظم الأدب الأدب مع الله، وأعظم الخُلق إقامة دين الله؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))[26]، والذي يصرف حق الله لغيره، يخلقه الله ويرزقه ويعافيه وينعم عليه بالصحة والعافية والأموال والأولاد، ثم يصرف حقوق الله لغيره، فأين الأخلاق؟! مهما كانت تعاملاته وأخلاقه مع الناس لا تجدي شيئًا إذا ضاع الأساس، وهو معاملته مع الله، ولهذا قال الله تعالى: ï´؟ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ï´¾ [الفرقان: 23].



ثم هذه الأخلاق التي يتعامل بها الكافر، هل يتعامل بها يرجو بها ثوابًا من الله والدار الآخرة، أم هي مصانعة لأمر الدنيا وكسب المصالح وجمع الأموال، وغير ذلك من الأسباب؟ ولهذا يجب على المسلم ألا يغتر، وأن يكون في قلبه بغض للكافر ولكفره، ولو كان أقرب قريب)[27].




4) الإقامة في بلد الكفر من غير ضرورة، وهو لا يستطيع إظهار شعائر دينه، فيحرم في هذه الحالة السكنى معهم في ديارهم؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمَن ساكنهم أو جامعهم فليس منا))[28].



• عن جرير رضي الله عنه: (بايعت رسول الله على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم، وعلى فِراق المشرك)[29].

• فإذا أسلم الكافر في بلد الكفر، ولا يستطيع إظهار شعائر دينه، ويستطيع الهجرة، وجبت عليه الهجرة إلى بلد من بلاد الإسلام، ولا يجوز له البقاء في بلد الكفر؛ قال تعالى: ï´؟ إِنَّ ï»؟الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ï´¾ [النساء: 97 - 99].




• أما إذا كان يستطيع إظهار شعائر دينه وإقامة الصلاة، وتعلم أحكام الإسلام، والتمسك بالحجاب للمرأة، وغير ذلك، فتكون الهجرة في حقه حينئذٍ مستحبة وليست واجبة، ويجوز له البقاء في بلده الأول إذا كان في ذلك مصلحة شرعية؛ كالدعوة إلى الإسلام.



5) السفر إلى بلاد الكفار من غير حاجة؛ مثل السفر إلى بلادهم من أجل السياحة ونحوها، فهو سفر محرم؛ لما فيه من تعريض دين المسلم وخلقه لخطر من غير ضرورة ولا حاجة، فيحرم على المسلم أن يسافر إلى بلد الكفار من غير ضرورة، ولا حاجة؛ كعلاج أو تجارة أو تعلم علم لا يوجد عند المسلمين جائز تعلمه، أو لحاجة الدعوة إلى الله، فإذا انتهت الحاجات وجب الرجوع إلى بلد الإسلام، ويشترط لمن يسافر إلى بلاد الكفار بهذه الضوابط السابقة ثلاثة شروط:

• أن يكون عنده علم بدينه يدفع به الشبهات.

• أن يكون عنده خلق يدفع به الشهوات.

• أن يكون قادرًا على إظهار شعائر دينه.



6) مشاركتهم أعيادهم الدينية أو تهنئتهم بها؛ لأن في ذلك إقرارًا لعملهم وإعانة عليه؛ قال تعالى: ï´؟ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ï´¾ [المائدة: 2].



أما لو شارك في أعيادهم إقرارًا بصحة اعتقاداتهم الباطلة في هذه الأعياد؛ كاعتقاد النصارى في عيد القيامة (موت المسيح وصلبه وقيامه من الموت)، فهذا من الكفر الأكبر المخرج من الملة؛ لِما فيه من تكذيب القرآن وتصحيح عقائد الكفار.



7) التشبه بهم فيما هو خاصٌّ بهم مما يتميزون به عن المسلمين، مما لا يوجب الخروج من الإسلام؛ كالتشبه بهم في عاداتهم وأعيادهم وملابسهم، مما لم يكن شعارًا ظاهرًا للكفر، مع اعتقاد بطلان ما هم عليه؛ لحديث: ((مَن تشبه بقوم فهو منهم))؛ لأن المشابهة في الأمور الظاهرة توجب المشابهة في الأمور الباطنة، بل تورث نوعًا من محبة ومودة وموالاة في الباطن.



• كما أنه من المعلوم أن تقليد الغير دليلٌ على الشعور باحتقار الذات، وأن المقلد يرى بأن من يقلده أفضل منه، وهذا لا يليق بالمسلم تجاه الكافر؛ فالمسلم أرفع قدرًا من جميع الكفار بنص القرآن والسنة؛ قال تعالى: ï´؟ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ï´¾ [الزمر: 18]، وقال تعالى: ï´؟ ثُمَّ جَعَلْï»؟نَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ï´¾ [الجاثية: 18]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام يعلو، ولا يُعلى))[30].



فينبغي للمسلم أن ينظر إلى الكفار بالنظرة الشرعية الصحيحة؛ قال تعالى عنهم: ï´؟ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ï´¾ [محمد: 12]، ï´؟ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَï»؟نِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ï´¾ [الروم: 7]، ï´؟ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ï´¾ [الفرقان: 44].



8) تولية الكفار أمور المسلمين، بتعيينهم في الوظائف والأعمال التي يكون لهم فيها ولاية وسلطان على المسلمين (الوظائف السيادية)؛ مثل الإمارة؛ قال تعالى: ï´؟ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ï´¾ [النساء: 141].



قال ابن القيم رحمه الله: (ولما كانت التولية شقيقة الولاية كانت توليتهم نوعًا من توليهم، وقد حكم تعالى بأن من تولاهم فإنه منهم، ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم، والولاية تنافي البراءة، فلا تجتمع البراءة والولاية أبدًا، والولاية إعزاز، فلا تجتمع هي وإذلال الكفر أبدًا، والولاية صلة، فلا تجامع معاداة الكفر أبدًا).



9) مداهنتهم على حساب الدين ما لم يكن كفرًا: ومعنى ذلك موافقتهم على شيء من باطلهم على سبيل المجاملة؛ قال تعالى: ï´؟ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ï´¾ [القلم: 9].

ومن ذلك وضع أكاليل الزهور على قبورهم والترحم عليهم؛ قال تعالى: ï´؟ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ï´¾ [القلم: 35].



10) بداءتهم بالسلام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لاتبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه))[31].


يتبع












توقيع : عيسى العنزي






عرض البوم صور عيسى العنزي   رد مع اقتباس