عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2021, 03:54 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
قصايد
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية قصايد

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4985
المشاركات: 75,602 [+]
بمعدل : 49.05 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
قصايد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ ليالي القصص ~•
قصة الصيف ضيعتِ اللبن

هذا المثل يُضرب فيمن يضيع خيراً أتاه بسبب طمعه، وقلة رضاه. ويقال أن قصة ” الصيف ضيعتِ اللبن” واقعية حدثت في العصر الجاهلي.
يروي رواة الأمثال أن بطل القصة هو أحد سُراة الجاهلية ووجهائها وهو ” عمرو بن عمرو بن عُداسٍ”، الذي تزوج ابنة عمه بعد أن قصة صار شيخاً كبيراً، يُقال أن اسمها كان “دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة”. وكان سخياً كريماً عليها، يحبها ويحنو عليها، لكنها لم تقنع بحالها، فقد كرهت كبره وشيخوخته. كانت دوماً تقارن حالها بحال صويحباتها اللاتي تزوجن من شباب يقاربونهن في العُمر، وكانت تندب حظها الأعثر الذي جعلها تتزوج من شيخ مسن مثله، وتضيع جمالها وشبابها في ظله. نسيت ما يتمتع به زوجها من خصال طيبة ووجاهة وغنى وكيف أنه يحبها ويكرمها، وظلت تتأفف من كبره وشكله، إلى أن جاء يوم وضع رأسه في حجرها، فغفى وسال لعابه، فصحى وهي تتأفف وتذكر عيوبه التي تكرهها. فسألها :“أيسرك أن أفارقك وأطلقك ؟”
قالت: “نعم”
فَطلقها وكان ذَلِكَ في الصيف.
و تزوجت بعده شاب جميل المُحيا من ” آل زُرارة” ، لكنه لم يكن بنفس وجاهة وشجاعة وكرم زوجها الأول، ففي يوم أغارت عليهم قبيلة ” بكر بن وائل” فنبهت زوجها وكان نائماً، حتى يدافع عنها وعن عرضها، إلا أنه خاف واستعظم القتال، فقد كان مدللاً، فأصابه الفزع ومات في مكانه. وسباها قوم ” بكر بن وائل” ، ولكن زوجها الأول حين سمع بذلك، أسرع وأرسل فرسانه ليستنقذوها من السبي والمهانة.
وتزوجت بعد ذلك من شاب آخر، إلا أنه كان فقيراً لدرجة أنها كانت تشتهي شرب الحليب الذي لم تكن تفتقده في بيت زوجها الأول، بل كانت تشربه بديلاً عن الماء في كثير من الأحيان لوفرته. وفي يوم من الأيام كانت تقف هي وجاريتها على باب خيمتها، ومرت أمامهم قافلة تسد الأفق من بضائعها وإبلها. فطلبت من جاريتها أن تسأل صاحب القافلة بعض اللبن من إبله. وحينما ذهبت الجارية لصاحب القافلة، إذا به عمرو بن عمرو، الزوج الأول. فطلب من الجارية أن تشير له على سيدتها، وحينما رآها وتعرف عليها، قال للجارية : قولي لسيدتك ” الصيف ضيعتِ اللبن” ، أي أنك أضعتي ما كنتِ فيه من عز وخير،وأسرعتي بالواج بغيري، فكيف أعطيكِ ما أضعتيه، فقد تزوجت من لم يكونوا مثله في حبه وكرمه لها، أحدهم مات جُبناً، والآخر لم يستطع أن يكرمها، حتى أنها اشتهت اللبن من الغرباء.وصار مثلاً يٌضرب في كل من يتجاهل الخير الذي لديه، ويتبطر على النعم التي يعيش فيها، ثم يندم على ذلك.












توقيع : قصايد



عرض البوم صور قصايد   رد مع اقتباس