عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2021, 01:11 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
imported_سلمان
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية imported_سلمان

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 4992
المشاركات: 7,300 [+]
بمعدل : 4.72 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
imported_سلمان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~•
افتراضي التقوى تحيي القلوب وتوقضها

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى : { يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (29) سورة الأنفال
يُخْبِرُ تَعَالَى النَّاسَ أَنَّهُمْ إِذَا آمَنُوا بِهِ وَاتَّقُوا ، فَاتَّبَعُوا أَوَامِرَهُ ، وَانْتَهُوا عَنْ زَوَاجِرِهِ ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجاً ، وَمِنْ ضِيقِهِمْ مَخْرَجاً ، وَجَعَلَ لَهُمْ نُوراً وَهُدًى ( فُرْقَاناً ) يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ ، وَبَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَكَفَّر عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ، وَغَفَرَ ذُنُوبَهُمْ ، وَاللهُ عَظِيمُ الفَضْلِ وَالإِحْسَانِ ، جَزِيلُ الثَّوَابِ ، يُثيبُ عَلَى القَلِيلِ ، وَيَتَجَاوَزُ عَنِ الكَثِيرِ .

هذا هو الزاد , وهذه هي عدة الطريق . . زاد التقوى التي تحيي القلوب وتوقظها وتستجيش فيها أجهزة الحذر والحيطة والتوقي . وعدة النور الهادي الذي يكشف منحنيات الطريق ودروبه على مد البصر ; فلا تغبشه الشبهات التي تحجب الرؤية الكاملة الصحيحة . . ثم هو زاد المغفرة للخطايا . الزاد المطمئن الذي يسكب الهدوء والقرار . . وزاد الأمل في فضل الله العظيم يوم تنفد الأزواد وتقصر الأعمال .
إنها حقيقة:أن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق . ولكن هذه الحقيقة - ككل حقائق العقيدة - لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا ! إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها ! .


إن الأمور تظل متشابكة في الحس والعقل ; والطرق تظل متشابكة في النظر والفكر ; والباطل يظل متلبسا بالحق عند مفارق الطريق ! وتظل الحجة تُفحم ولكن لا تُقنع . وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل . ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا . . ذلك ما لم تكن هي التقوى . . فإذا كانت استنار العقل , ووضح الحق , وتكشف الطريق , واطمأن القلب , واستراح الضمير , واستقرت القدم وثبتت على الطريق !

إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة . . إن هناك اصطلاحا من الفطرة على الحق الذي فطرت عليه ; والذي خلقت به السماوات والأرض . . ولكنه الهوى هو الذي يحول بين الحق والفطرة . . الهوى هو الذي ينشر الغبش , ويحجب الرؤية , ويُعمي المسالك , ويخفي الدروب . . والهوى لا تدفعه الحجة إنما تدفعه التقوى . . تدفعه مخافة الله , ومراقبته في السر والعلن . . ومن ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة , ويرفع اللبس , ويكشف الطريق .وهو أمر لا يقدر بثمن . . ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب . ثم يضيف إليهما (الفضل العظيم)












توقيع : imported_سلمان



عرض البوم صور imported_سلمان   رد مع اقتباس