عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2021, 03:20 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أبو محـمد
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية أبو محـمد

البيانات
التسجيل: Feb 2020
العضوية: 4800
المشاركات: 28,682 [+]
بمعدل : 18.04 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
أبو محـمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~•
افتراضي ماذا لو مر بنا ذو القرنين الآن؟

إذا كانت الحلول هي وليدةَ المشكلات، فالأفكار هي بذور طمرت في عقولٍ اكتوت بلظى نيرانِ معضلات أرَّقتها، فتفتقت عنها حلولٌ عبقرية كأشجارٍ وارفة الظلال طيبةِ الثمار.



وهذا يتضح جليًّا في القصة القرآنية، عندما وصل ذو القرنين إلى بين السدَّينِ وجد من دونهما قومًا، ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴾ [الكهف: 93، 94].



كلما أتلو تلك الآيات تنتابني صحوةٌ قلقة، وتتزاحم على ذهني مئونَ - بل قُل: آلاف مؤلَّفة - من الأسئلة تطرق بشدة على رأسي - كأنها مطارق حديدية لا تكف ولا تهدأ، تعمل بتناوب - حول هؤلاء القوم، وكيف كان حالهم؟ ولمَ اختصَّهم الله بذكره، وأفرد لهم مساحةً من كتابه الذي أنزل من بعدهم؟!



إن أمرهم لعجيبٌ أيما عجب، وشأنهم لغريب أيما غرابة، هؤلاء القوم مشكلتهم التكونية أنهم غير قادرين على الفهم، ولا يحظَون بقدر من العلم، ﴿ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴾ [الكهف: 93]،

ولكنهم مسالِمون للغاية، قد أفاض الله عليهم بالعطايا الجمة، وأنعَمَ الله عليهم بالخير الكثير،

﴿ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا ﴾ [الكهف: 94]؛ أي: نعطيك ثمنًا عن هذا؛ إذًا فهم يملكون ويَقدرون على العطاء، فهم أمة غنيَّة.



وهنا فائدة: إن الرزق ليس مرتبطًا بالذكاء والتفكير أو كثرة علم، فالرزق فضل الله يؤتيه من يشاء، ولكن إذا أردت أن تزيد من هذا الرزق / الخير، وتحافظ عليه، فعليك بالعلم والتفكير، وهذا واضحٌ من ظاهر الآيات

﴿ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ﴾؛ أي: يُهلكون الحرث والنسل، يهلكون أهم عنصرين من عناصر الحياة، يهدمون أهمَّ عمودين من الأعمدة التي يقام على أكتافها المجتمع، وهما الإنسان وأمواله (محاصيل ومزروعات).



قال ذو القرنين: ﴿ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴾ [الكهف: 96].

ويتَّضح من ظاهر الآيات أيضًا أنهم يمتلكون الأشياء؛ مثل زُبَر الحديد، والقِطْر (النُّحاس)، وأيضًا يمتلكون الأدوات القادرة على وضع الحديد في موضعه، والنار التي يعالجونه بها، وكذا الأدوات لصبِّ القطر المذاب.



نرى أنها أمَّة قد حِيزَت لها الدنيا بحذافيرها، تمتلك الأدوات والأشياء والأشخاص،

ولكن كانت كلها بلا قيمة أو غير ذات نفع، مهملة،

ولكن الذي صهرها ووظفها وحوَّلها إلى كبير قيمة وعظيم أثر، هي فكرة وعلم ذي القرنين ومَن معه؛

فالفكرة والعلم أضحَتْ كأنها عصا سحرية تتحول بها الأشياء والأدوات إلى ابتكارات واختراعات عالية المنفعة، عظيمة الفائدة.



ثانيًا: كانت لهم إرادة تغير واقعهم التعيس الأليم، وكانت تسيطر عليهم بالكلية،

حتى عندما قال ذو القرنين: ﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ﴾ [الكهف: 95]؛ أي: إن الأمر يحتاج إلى جهد منكم وتعب ونصَب،

فلما أعانوه أعانهم على حل مشكلتهم،

وكأن الآيات الكريمات تقول: (ما حكَّ جلدَك مثلُ ظفرك).



ثم ماذا لو مر بنا ذو القرنين الآن، ليصلح لنا حال دنيانا

الذي أفسده علينا يأجوج ومأجوج المختبئون في نفس كل واحد منا؟

أنكون طوع أمره كما فعل القوم؟

أنسخِّر له مواردنا؟

أنملك إرادة التغير؟

أم إننا سنسخر كل طاقاتنا من أشياء وأدوات إلى محاربته والوقوف في وجهه،

ويكون لسان حالنا: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23]؟












توقيع : أبو محـمد



[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3766[/img3]
الحمد لله فاطر السماوات والأرض
جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة
مثنى وثلاث ورباع
يزيد في الخلق ما يشاء
إن الله على كل شيء قدير

عرض البوم صور أبو محـمد   رد مع اقتباس