قصة سيدنا يحيي " عليه السلام " والملك ... كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه وكان الفساد منتشرا في بلاطه ، وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحدا بهذا القدر ، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد . وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه ، حيث أعجبه جمالها ، وهي أيضا طمعت بالملك ، وشجعتها أمها على ذلك ، وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دينهم ، فأراد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام . فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك . لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام ، فلقد كانت بغيّ فاجرة ، لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها ، حتى يعلم الناس – إن فعلها الملك - أن هذا انحراف ... فغضب الملك وأسقط في يده ، فامتنع عن الزواج . لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك ، وفي إحدى الليالي ، أخذت البنت الفاجره تغني وترقص فأرادها الملك لنفسه فأبت وقالت : إلا أن تتزوجني ، قال : كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى . قالت: ائتني برأس يحيى مهرا لي ، وأغرته إغراء شديدا فأمر حينها بإحضار رأس يحيى له . فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب ، وقتلوه ، وقدموا رأسه على صحن للملك ، فقدّم الصحن إلى هذه البغيّ وتزوجها بالحرام .