قصة أهل الكهف ... ( الجزء الثاني ) صار الفتيان يجتمعون في كل ليلة في بيت أحدهم ، يصلون لله ويعبدونه، وذات ليلة دخل عليهم أحد أعوان الملك فرآهم وهم يصلون ، وحاول الفتية إقناع الرجل بالدخول في دينهم ، ولكنه رفض وذهب إلى الملك ، وأخبره بأن الفتية الذين يلتفون حوله قد دخلوا في دين آخر ، فغضب الملك وعزم على أن يعذبهم ، وعندما علم الفتية بذلك رأوا أن يهربوا من بلد الملك ... ركب الفتية خيولهم وساروا حتى خرجوا من المدينة ، وعندما جاء الليل أخذ الفتية يبحثون عن مكان ليبيتون فيه ، فوجدوا في الجبل كهفاً ، فدخلوا فيه ، ثم خرج الملك وسط جنوده ليبحث عن هؤلاء الفتية ، واهتدى إلى الكهف الذي لجئوا إليه ، ولكن رجاله أحسوا بالرعب ولم يستطع أحدهم أن يدخل الكهف ، فقال أحدهم للملك:"سد عليهم باب الكهف ، واتركهم يموتون فيه جوعاً وعطشاً ."،فأُعجب الملك بالفكرة ، وأمر ببناْء باب للكهف . وعندما استيقظ الفتية من نومهم سأل أحدهم :"كم يوم مكثنا في هذا الكهف؟" فقالوا له:"مكثنا يوماً أو بعض يوم ." وعندما شعروا بالجوع قال أحدهم:"سأذهب لأحضر طعام من السوق ." لكنه عندما سار وجد طرق غير الطرق التي سار فيها ، ومر بمواضع غير المواضع التي يعرفها ، فتعجب الفتى مما حوله ، ثم أخذ قطعة من النقود وأعطاها للخباز فسأله الخباز عن قطعة النقود ، وقال له:"سأسلمك للشرطي ." ونادى الشرطي وأعطى له قطعة النقود ، فقال الشرطي للشاب :"هيا معي للملك." وعندما دخل الفتى إلى قصر الملك وجد ملكاً آخر لا يشبه الملك الذين هربوا منه، فسأل الملك:"ما قصة هذا الفتى؟." فأخبره الفتى بأنه هرب من الملك دقيانوس بالأمس فقال له الملك: "لقد مات دقيانوس منذ ثلاثمائة عام!" فقال الفتى: "لقد نمنا في الكهف ثلاثمائة عام!" فقال له الملك: "إنني لا أصدق ما تقول." ثم ذهب الملك معه إلى الكهف، وطلب منه الشاب أن ينتظر قليلاً خارج الكهف ، وعندما دخل الشاب على أصحابه أخبرهم بأنهم لبثوا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنوات ، وأن هذه السنين مرت عليهم وهم نيام ، وعند ذلك أحس الفتيان بالنوم فناموا ، وطال انتظار الملك ، ثم ذهب ليبحث عن الشاب فوجده وأصدقاؤه قد ماتوا فقال : "الملك أنها معجزة عظيمة لقد أرانا الله انه قادر على أن يحي هؤلاء الشباب بعد ثلاثمائة عام ."