[justify]الحزن شقيّ، كأول قبلة حب، كآخر لحظات العشق، كحبيبتي الشقية حينما تتراقص بلا خجل على سفح غيمة. وأنا ميت على قيد الحياة، منذ أن أصبحت يا حزني ساكن بين أوردتي، فتعال واصعد بين أصابعي، تعال يا أخي في الرضاعة، تعال أيها الراحل مني إليّ لنتقاسم أطراف القصيدة، فآخذ حصتي من الخذلان. قد أحببتك يوماً يا حزني، وصنعتُ لك -وهماً- قلباً طيباً، وجسد دافئاً، وأصابع ورأس ووجهاً غارقاً بالحزن علي.. يا حزني الساكن فيّا كَ دمٍ، ما عدت أحتمل الوقوف بين العتمة والضوء، إن دمي يسيل على الهامش، وعلى المتن عيناك تبصرانني بقسوة، وفي السطر الاوسط قد كتبتني جسد لا تحمله قدماه.. جسد بين ضلعين نافرين. بالأمس كنت تمشي على رؤوس أصابعك، وخلفك آلاف الجثث، وكنتُ أركض لتفك وثاق خيبتي، فخاب فيك الأمل، وبتُّ في وجعي أنتظر الريح لعلها تكنس كل أشياؤك في دمي.. يا حزني الراكد بين أكناف القصيدة، راحل أنا عنك، لعلها تشيبُ على أغصانك الذكرى.. وأتبرع بما تبقى من نصيبي في الحياة.[/justify] بقلمي.. عمار (قلم رصاص)