الموضوع: حُبٌّ آخر..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2021, 03:07 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
♥• قلم رصاص •♥
اللقب:
مميز مجتهد
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ♥• قلم رصاص •♥

البيانات
التسجيل: Jun 2021
العضوية: 5111
المشاركات: 443 [+]
بمعدل : 0.40 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
♥• قلم رصاص •♥ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ مميز لـ نصوص الأعضاء سبق نشرها~•
افتراضي حُبٌّ آخر..

تحمل العجوز إبريق الشاي وتضعه على الطاولة، تنظر إلى ما أعدته من افطار ثم تمشي بخطى متثاقلة إلى غرفة ابنتها الوحيدة، تقرع الباب وتدخل:
" هيا يا ابنتي، استيقظي وتعالي لتتناولي إفطارك قبل سفرك"..
تستيقظ الإبنة على مضض وتنظر لأمها وترى حجم الحزن الذي يسكن تجاعيد وجهها، فتمسك يدها وتقبلها وتهمس لها:
" لا تقلقي علي يا أمي، هو أسبوع فقط.. أسبوع لا أكثر"
تهطل دموع أمها وهي تتمتم " ولكنك يا ابنتي لم تتركيني قبل ذلك ولو يوم واحد، وخائفة جداً عليك"، وتعانقها وتمضي.
أخذت العجوز تُطعم ابنتها، وبين كل لقيمة وأخرى كانت تداعب شعرها وكأنها فتاة صغيرة، وحينما حان وقت الوداع تعانقا طويلاً، وبكت الأم والفتاة كثيرا، فقبلت الفتاة رأس أمها ومضت.

تجلس العجوز على كرسيها الهزاز وتنظر إلى باب غرفة ابنتها، تصيبها لحظات الخوف والحنين فتبدأ بالبكاء من جديد " يا رب كيف سأحتمل 7 أيام وقد اشتقت إليها من الآن"!
وتمضي الأم إلى الغرفة وتُخرج من الدولاب بعضاً من ملابس ابنتها، تعانقها وتشمها وتغمض عينيها وتنام..
يمر يومين وثلاثة أيام وينتهي الأسبوع بكل آلامه ولوعته، وتقف العجوز على الشرفة في انتظار ابنتها " ها قد كادت أن تعود، سأظل منتظرة هنا حتى أراها وهي راكضة علي".

السيدة العجوز تشعر بالتعب من وقوفها فتجلب كرسياً لتجلس عليه، تقترب من حافة الشرفة وتلتصق فيها وتراقب الطريق، بدأت الظلمة تحل والليل يسدل استاره وهي تراقب، يصيبها الخوف والحزن " حبيبتي للآن لم تصل، ماذا حدث لها يا رب فاتعد لي بالسلامة!".

لم تعد السيدة العجوز ترى شيئاً من حلكة الظلام، فأخذت دموعها تتساقط حتى كادت تخنقها حشرجات حزنها وبدأت بالصراخ " ابنتي.. ابنتي .. أين انت يا ابنتي"، ومن شدة الحزن غلبها النعاس فأغمضت عينيها ونامت، وبدأت تحلم بابنتها محبوسة في غرفة ضيقة لا باب لها، وهي تناديها "أمي أنقذيني، أمي أخرجيني"، فأمسكت الأم حجراً وبدأت تحفر جدار الغرفة حتى أدمى ذراعها فاختلطت الدماء والدموع إلى أن فتحت فوهة في الغرفة ودخلت، فأمسكت بذراع ابنتها لتخرجها، صاحت الفتاة " ها قد عدت يا أمي" ففتحت الأم عينيها واستيقظت من ذلك الحلم الكابوس وذراع ابنتها تطوقانها، وعانقتا بعضهما بقوة، وحملتا كل مساحات السعادة إلى باقي العمر.

بقلمي عمّـــار.. (قلم رصاص)












توقيع : ♥• قلم رصاص •♥



عرض البوم صور ♥• قلم رصاص •♥   رد مع اقتباس