عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2021, 04:00 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
SAMAR
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~•
افتراضي " ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا..."

• مُتْعتُك فيها بسلامتِها وقيامها بوظائفها ، متعةُ السمع والمعرفة
ومتعةُ البصر والابتهاج ، والاطلاع والدراية..!
ولذلكَ كان تعطلُهما سببا في الحرمان، وفقدانِ أجلِّ الحواس ..!
• وهما آلتانِ للعلم والفهم والاستبصار في هذه الحياة ..
( وجعل لكمُ السمعَ والأبصار والأفئدة قليلًا ما تشكرون ) سورة القلم .
• ومن المتعةِ بها تصريفُها في العلم والقراءة ، واستخلاص عوائد ذلك ومخارجه
بحيث يرتقي الإيمان ، ويتسعُ الفكر، وتعظمُ الأذكار ، وتزداد السعادة والانشراح.
وفِي ذلك إيناسٌ لك ولها ، وتوظيفٌ لك ولدورها ، وجعلها طرائقَ صالحةً للتزود والانتفاع .
• ومن الخيبةِ ، العيشُ بها في الدنيا بلا اتعاظ وانتفاع، وتطبيعُها على سالف
الناس ودروبهم . فلا تُنتج خيرا، أو تُنمّي فكرة، أو تصنعُ حكمة...!
• قال في التحفة :" ( ومتّعنا) من التمتيع : أي اجعلنا مُتمتعين ومنتفعين
( بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا) أي بأن نستعملَها في طاعتك .
قال ابن الملك : التمتعُ بالسمع والبصر إبقاؤهما صحيحينِ إلى الموت
( ما أحييتنا ) أي مدةَ حياتنا .
• وإنما خصّ السمعَ والبصرَ بالتمتيع من الحواس ، لأن الدلائل الموصلة
إلى معرفة الله وتوحيده ، إنما تحصل من طريقهما . ولأن البراهين إنما تكون مأخوذةً
من الآيات وذلك بطريق السمع أو من الآيات المنصوبة في الآفاق والأنفس
فذلك بطريق البصر ، فسأل التمتيع بهما ، حذرا من الانخراط في سِلك الذين ختم اللهُ
على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ، ولما حصلت المعرفةُ
بالأولين يترتب عليها العبادة ، فسأل القوة ليتمكنَ بها من عبادة ربه قاله الطيبي .
والمراد بالقوة قوة سائر الأعضاء والحواس أو جميعها فيكون تعميما بعد تخصيص".
• فلنقدرْ جميعنا فضلَ هاتين النعمتين، وما وضعه الله فيهما من قوة وقدرة
على التفاعل الكوني واستعلام ما يجري حولنا، وفاقدهما يستشعر ذلك، ويفوته
خير كثير، واستعداداته تكون متأخرة ..!
• ومن المؤسفِ استعمالُها في معاصي الله، فتسرحُ الأبصار في المناكر
الحسان، وتُفتح الآذان للأنغام والأسماع المحرمة .
• ومتعةٌ ثالثة في " القوة " الممنوحة لك جسدًا وتحركا وتفاعلًا ، وهي تشمل
كل الجسد بما فيه الحواس ، فتندمج مع الحياة عملا وبذلًا، وسيرا ورزقا ودفاعًا وسفرًا .
فلا يوقفك هزال، ولا يصدُّك مرض، أو تعيقك شقاوة .
• ومثلُ هذه القوة الجسمية تحقق لك الانطلاق في الحياة، ومكابدة أرزائها
وممارسة الشعائر في أحسن صورة ، وليتَ شعري كيف حالنا حينما نشاهدُ العجزةَ
والمرضى عبّاداً ومعتكفين..! وودَّ بعضُهم لو عادت به الظروف، واستطعم
الملاذَ السابقة ، وفِي ذلك درسٌ وعبرة .
• وقارنْ بين صحيحين مكتملي الحواس والقوى، أحدهما تزود بها علما ودينا
والثاني عاش بها عبثًا وهملا..! كم بينهما من النورِ والسعادة..؟! وأشنعُ منه
من ادخرها للحرام ، وخاض في الأوهام ، وظن أنه على شيء...
وهو بلا شيء، والله المستعان...!
• استحضرْ هذا الدعاء كثيرًا ، لا سيما عند ختمِ المجالس، ومشاهدة الفقر والبؤس
أو التورطِ في ظروف ومشاق.. فقد كان صلى اللهُ عليه وسلم يختم به مجلسه، ليعلِّمَ
صحابتَه قدرَ هذه النعم الخفية ، وأن لدينا نعماً وأفضالاً، قد ننساها ولا نتفكر
في غيابها أو نقصانها ( وإن تَعُدوا نعمةَ الله لا تحصوها ) سورة إبراهيم والنحل .
فاللهم متّعنا بها ، ووفقنا لشكرها ، والله الموفق ..
١٤٤٢/٧/١٢هـ.
" ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا..." 161537325336581.gif
د.حمزة بن فايع الفتحي












عرض البوم صور SAMAR   رد مع اقتباس