إلى من ملكت الفؤاد: أرقٌ علــى أرقٍ ومثلــي يُأرقُ وجــوىً يزيــدُ وعبــرةٌ تترقرقُ جُهد الصبابة أن تكون كما أرى عيــنٌ مسهّـدةٌ وقلــبٌ يخفــقُ مــا لاح بــرقٌ أو ترنَّــم طــائرٌ إلا انْثَنَيْــتُ ولــي فــؤادٌ شيــقُ جرَّبت من نار الهوى ما تنطفي نــار الغضــا وتكــلُّ عمـا تحرقُ وعَذَلت أهلَ العشـقِ حتى ذُقتُه فعجبت كيف يموت من لا يعشق وعذرتهــم وعرفـت ذنبي أنني عيَّرتهم فلقيـتُ فيــه مــا لقــوا. أَغَنَّ تُغني عَنِ الصَهباءِ ريقَتُهُ وَزَهرُ خَدَّيهِ عَن أَزهارِ بُستانِ يُديرُ من طَرفِهِ سِحراً مِن يَدِهِ خَمراً فَسَكَرُ النَدامى مِنهُ سَكرانِ أَطَعتُ في حُبِّهِ أَمرَ الهَوى وَعَصا قَلبي عَلَيهِ نَهى مَن عَنهُ يَنهاني بَدرٌ لِشَمسِ الضُحى مِن تَحتِ طِرَّتِهِ لَيلٌ بَدا في الدَياجي مُشرِقاً ثاني لَم أُلفَ غَيرَ حَليفٍ لِلغَرامِ بِهِ وَلَم أَبِت مِن هَواهُ غَيرَ سَكرانِ تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى كمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ ألا زعمت ليلى بأن لا أحبها بَلَى وَاللَّيَالِي العَشْرِ والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ بَلَى وَالَّذي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غيْرُهُ بقدرته تجري السفائن في البحرِ بَلَى والَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ وعظم أيام الذبيحة والنحرِ لقد فُضّلت ليلى على الناس مثلما على ألفِ شهرٍ فُضّلتْ ليلةُ القدرِ. *****
[img3]https://up.lyaly-alomr.com/do.php?img=3774[/img3]