[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.bhralaml.com/vb/backgrounds/8.gif');"][cell="filter:;"][align=center] " تعريف اليقين " لغـة : اليقين مشتق من الفعل يَقِنَ وأيقن يوقن إيقانًا ، وييقن يقنًا ويقينًا ، فهو موقن . واليقين نقيض الشك ، فهو العلم وتحقيق الأمر وإزاحة الشك ، فكما أن العلم نقيض الجهل ، فكذلك اليقين نقيض الشك ، يقال : علمته يقينًا ، أي علمًا لا شك فيه (انظر: لسان العرب ، ومعجم مقاييس اللغة ، والصحاح) . وليس هو من الفعل وقن وأوقن ؛ فإن معنى وقن وأوقن : اصطاد الطير من وقنته ، أي وكنته (محضنه) ، فالوقنة موضع الطائر في الجبل ، ويقال توقن وأوقن في الجبل: صعد فيه (انظر: لسان العرب) . نخلص مما سبق أن اليقين مشت من الفعل يقن وأيقن بمعنى علم علماً لا شك فيه تطمئن إليه النفس اطمئنانًا يزيل الشك ويدفع للعمل بالموقن به . والعرب تسمي اليقين ظنًا والشك ظنًا ، ومنه قوله تعالى : " وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا " (الكهف: 53)أي فأيقنوا أنهم مواقعوها (انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) . بل قال بعض المفسرين : " كل ظن في القرآن فهو علم ويقين ، كما ذكر ذلك الطبري بسنده عن مجاهد ، وذكر ابن كثير صحة سنده عنه (انظر: جامع البيان في تفسير القرآن ، وتفسير القرآن العظيم) . اصطلاحًا : هو اليقين الجازم بعلم وطمأنينة واستقرار نفس ، بكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى ، يقينًا يدفع المرء إلى العبودية لله تعالى مع حرص شديد على إخلاص النية له سبحانه ، واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . أو تقول هو أن تتيقن بكل ما ورد من الحق ، فيكون عندك كالشاهد . فاليقين هو إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه ، وهو العلم الجازم الذي لا شك فيه المؤدي إلى استقرار القلب وطمأنينته ، الدافع إلى العمل ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " اليقين هو طمأنينة القلب، واستقرار العلم فيه، وضد اليقين الريب وهو نوع من الحركة والاضطراب " (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) ويقول السعدي : " اليقين هو العلم التام الذي ليس في أدنى شك ، الموجب للعمل " (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) . ومما ينبغي أن يعلم أن اليقين أعلى درجات الإدراك ، قال ابن تيمية : " ينبغي أن يعلم أن كل واحد من صفات الحي ، التي هي العلم والقدرة والإدراك ونحوها ، له من المراتب ما بين أوله وآخره ما لا يستنبطه العباد ، كالشك ثم الظن ثم العلم ثم اليقين ومراتبه ، وكذلك الهم والإرادة والعزم..." (مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية) . والعبد يعرف من نفسه بلوغه درجة اليقين بالشيء كما يعرف أنه رأى الشيء أو سمعه ، يقول ابن تيمية : " العلم واليقين يجده الإنسان من نفسه كما يجد سائر إدراكاته وحركاته مثلما يجد سمعه وبصره وشمه وذوقه ، فهو إذا رأى الشيء يقينًا يعلم أنه رآه ، وإذا علمه يقينًا يعلم أنه علمه ، وأما إذا لم يكن مستيقنًا ؛ فإنه لا يجد ما يجده العالم ، كما إذا لم يستيقن رؤيته لم يجد ما يجده الرائي ، وإنما يكون عنده ظن ونوع إرادة توجب اعتقاده " (جامع الرسائل) . محمد بن عبد العزيز بن أحمد العلى [/align][/cell][/tabletext][/align]