الموضوع: الميزان بالحق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2021, 05:48 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عيسى العنزي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عيسى العنزي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 5007
المشاركات: 68,237 [+]
بمعدل : 44.32 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عيسى العنزي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ نبضآت إسلآمِيـہ ~•
افتراضي الميزان بالحق

من عَلاَمات الضَّعف التي لم يجرُؤ أحدٌ ,
ولن يجرُؤ على نفيها حاجةَ الإنسان لغيرهِ في كُل دقيقٍ وجليلٍ من أمور معاشهِ فالناسُ جميعاً يحتاجُ بعضُهم بعضاً
بحسب القانون الإلهيِّ القائلِ: *نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا *
وإن تعجَب من بلاغة هذه الآية اللفظية فعجبٌ أن لا يستوقفَكَ ما فيها من بلاغة وجلال المعنى ,
الذي يدلُّ إشارةً وصراحةً على أن القوَّة والغِنى المُطلقَ لله جميعاً فما احتاجَ , ولن يحتاجَ ,
ولا يحتاجُ – تعالى وتقدَّسَ - لأيِّ شيئٍ , ولا يستغني عنهُ أيُّ شَيئٍ.
نَحْنُ قَسَمْنَا عبارةٌ جليلةٌ لا تليقُ في هذا السياق بغير الله تعالى ,
وعلى كثرة المخبولين في تأريخ البشرية ممَّن ادَّعوا الربوبيةَ ,
وفرضَ إبليسُ لكل منهم حظاً معلوماً من أوهام تحقُّقها فيهم كإحياء الموتى ,
وإجراء الأنهار , وقتال الله في سمائه ,
غيرَ أنَّ عاقلاً ولا مخبولاً ولا براً ولا فاجراً لم يَسبقْ أن زعَم لنفسه مفهومَ جُملة نَحْنُ قَسَمْنَا
ولن يزعُمهُ أحدٌ ما دامت السماوات والأرضُ.
وإذا كانَ الحالُ كذلكَ فلا يليقُ بعاقلٍ أن يخفَى عليهِ معنى
نَحْنُ قَسَمْنَا ففيها إيحاءٌ وطمأَنَـةٌ للفقير المعدِم الذي قُدرَ عليه رزقُـهُ يقول:
إنَّ الذي قدَر عليكَ رزقَك وبسطهُ لغيركَ حكيمٌ لا ينبغي له أن يفعل ذلك لعباً أو عبثاً أو مُصادَفةً ,
فلهُ في تفاوت الأرزاقِ الحكمَةُ البالغةُ والقُدرة النَّافذةُ ,
وما دامَ أمرُ القسمة إليهِ وهو العدلُ فلا ظُلمَ ولا هضمَ ,
وما دامُ أمرُ القسمة إليه وهو العليمُ فلا سهوَ ولا نسيانَ , وما دام أمرُ القسمة إليه وهو الغنيُّ فلا إملاقَ ,
وما دام أمرُ القسمة إليه وهُو الوهَّابُ الكريمُ المُنعمُ المنَّانُ فلا شُحَّ ولا تقتير ,
فتوجَّه إليه بما رغَّبك فيه من قوله وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ .
وإذا كانَ الحالُ كذلكَ فلا يليقُ بعاقلٍ أن يخفَى عليهِ معنى
نَحْنُ قَسَمْنَا ففيها إيحاءٌ وتذكيرٌ وزجرٌ للغنيِّ الواجِدِ بأنَّ كُل ما وَجَدَ ويَجِدُ فهُو محضُ الفَضل الربَّانيِّ ,
وليس لكَ فيه غير أنْ شاءَكَ اللهُ تعالى ظَرفاً للقَسْم فحسْبُ , ليبلوكَ فيما آتاكَ أتشكُرُ أم تكفُر,
وإيحاءٌ للغنيِّ الواجدِ يوقظُ فيه الضميرَ ويُحيي فيه البصيرة ليتأمَّل ويُفكِّرَ ويقدِّرَ حتى يستبينَ على وجه الحقيقةِ
أنَّ كُلَّ المَحسُودينَ إنَّما يُحسَدُون على مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ , وأنَّ كل الفرحينَ بالنعمِ والثَّراء والجِدةِ إنَّما يفرَحون بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ,
وأنَّ كلَّ الباخلينَ إنَّما يبخلون بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ,
وأنَّ كُلَّ المنفقين المُتصدِّقينَ إنَّما يُنفقونَ ممَّا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ,
وأنَّ كُل الجاحدينَ الشَّاكِينَ الكافرينَ بالنِّعمَة إنَّما يَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ.












توقيع : عيسى العنزي






عرض البوم صور عيسى العنزي   رد مع اقتباس