أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر قدراً شراً محضاً بل لابد أن يكون في الشر المقدر منحٌ رب ضارة نافعة يراجع الإنسان نفسه ويعرف حجمه الحقيقي في هذا الكون وأنه مخلوق ضعيف وليس سيدًا للكون دموع المواظب على الصلاة جماعة وإعادة ضبط المنبه وتحسرهم على الصلاة كانت موعظة بليغة له وأن منظر المساجد خالية قد ملأ قلبه حسرة وهيبة ... ويقظة فالمواظب أشد ألما والمفرط كان أشد ندما قناعات المسؤول قد تبدلت وأساليب المدير المركزي قد تغيرت بعد أن جربوا العمل بالتقنية والتعامل عن بعد أحاديث بعض الرجال عن براعتهم في تسوية طرفي الشارب دون جروح مميته ومن يحصل على حلاق فيعد من طبقة النبلاء أعراض جانبية أفادت الروح بالتعلق بربها والنفس بالخلوة والتزكية والعقل بالتأمل والمراجعة والأسرة بالترابط وترسيخ القيم والمجتمع بالتآزر والتواصي البعض امتلأ بفيروسات فكرية فهل يثق بجهاز مناعة عقله أكثر من جهاز مناعة جسمه هذا الفيروس أعاد الناس من المسلمين وغيرهم رغمًا عنهم إلى الباب الأول من كتب الفقه الإسلامي وهو باب الطهارة الذي يستهزئ به الملحدون ويتناولونه بالسخرية عند مهاجمتهم للإسلام وشرائعه أعلن الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة إلى صفر بالمائة وهو ما يعني عمليًا إلغاء الربا الذي حرمته الشريعة الإسلامية وتوعد الله آكليه بالحرب يقول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ". سورة البقرة: 278-2 الأزمات خافضة رافعة ترفع دولا وأشخاصا وسلعا وقيما وتخفض أخرى وآخرين ان العطاء الباذخ دون بناء راسخ ما هو إلا تمثال من الشمع تذيبه حرارة المواقف والأزمات والحوارات وأن الوقوف للتزود من محطة العلم خير من مواصلة الرحلة دون وقود كاف يقول الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله: "إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء" أصبح الإنسان يهرب من أخيه الإنسان وينعزل عنه ولا يقترب منه عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى ** وصوَتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ التباعد الاجتماعي "عمل سخي نقدم من خلاله الخير لأنفسنا وللآخرين باعتباره عملا أساسيا من أعمال الكرم" العواطف مثل الفيروسات معدية لذا علينا الانتباه عند نقل عواطفنا للآخرين لا يكفي لتعتبر أن تمر بالتجربة أو تعايشها بل ينبغي النظر فيها ( لتعبر ) من خلالها إلى معنى أو قرار أو توبة أو عزم أو دمعة أو خطوة فهي عبور من ضفة الحدث إلى ضفة المعنى قال تعالى قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) قال الله تعالى { فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } فقد يكون وراء هذا الوباء خيراً كثيراً نجهله وقال تعالى { وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } فكن مع الله ولا تبالي بإذن الله وتوفيقه ورعايته ورحمته ستنقضي المحنة وسنعود أنقى وأقوى وأرقى مما كنا عليه سنعانق مساجدنا ونصافح مشاريعنا سنلتصق ببعضنا حول مقام إبراهيم سنتزاحم عند زمزم سنجري خلف الاطفال في المنتزهات وخلف أرزاقنا في الأسواق ستشرق الشمس وتغرد الطيور بعد أن تلين القلوب بذكر الله تعالى
شكرًا صديقتي العزيزه ff1 (147).gif