نعم الله لا تعد ولا تحصى والإنسان في هذه الدنيا يتقلب في نعم الله سبحانه وتعالى يقول تعالى: " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم " سورة النحل (18) إن النعم ابتلاء وامتحان كلها، حتى ما كان ظاهره الجزاء والإكرام فهو في الحقيقة ابتلاء جديد يقول تعالى : "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنِ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننِ، كلا" سورة الفجر: 15-17 مقامَ النعمةِ بين يَديّ الإنسان: كمقامِ وديعةٍ استودعها عابرُ سبيلٍ بين يَديّ رجلِ على البراءة الأصلية فهو تاركٌ لها ما حافظ عليها، وهو قابضها ما فرطَ فيها من قواعد التعامل مع نعم الله تعالى ، بل إن اعظمها هو أن إعظم نعمة امتنها الله علينا أن هدانا لتوحيده جل جلاله : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ) فاطر (3) قال تعالى: "فلمّا رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر ومن شكر فإنّما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ ربي غنيٌ كريم" النمل:40 «شُكْرُ العمل» هو حسن استعمال النعمة والشكر عليها عمليًّا بالطاعة، والعبادة، والإنفاق لوجه الله تعالى قال عز وجل: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13] قال تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل:19] قال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر:8] عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللهَ حَرَّم مكَّةَ فلمْ تَحِلَّ لأحدٍ قَبْلي، ولا تَحِلُّ لأحدٍ بعدي، وإنَّما أُحِلَّتْ لي ساعةً مِن نهارٍ، لا يُختَلى خَلاها، ولا يُعْضَدُ شجرُها، ولا يُنفَّرُ صَيدُها قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (94)المائدة حمام مكة المكرمة صيدها محرم لأننا في مكان عظيم نأتي لعبادة الله تعالى يرسلهم الله تعالى لمن يحبون الصيد فينظراليهم هل يصيدونها أو لا ..!؟ أعطاك الله تعالى نعمة الجوال تأكد ان الله سيرسل معه اختبار وفتن ليختبرك بهذة النعمة عَرَفْنا اللَّيالي قَبلَ مَا نَزَلَت بِنَا --- فلمَّا دَهَتْنَا لَمْ تَزِدْنَا بِهَا عِلْما ! يفكر الإنسان في حاله ويتأمل حياته قبل حصول هذه النعمة وكيف كانت حاله آنذاك وينظر إلى حاله لو كان فاقداً لها فإن كان غنياً فإلى حال فقره، وإن كان صحيحاً فإلى حاله يوم كان مريضاً وإن ملك بيتاً فإلى حاله يوم كان لا يملك بل كان يستأجر أو في بيت ضيق لا يرتضيه وهكذا كل نعمة ينظر إلى وجود ضدها ليعرف بذلك قدرها فيشكرها أرفع مراتب المراقبة منزلةً هي تلك التي يستشعر فيها العبد رهبة نظر الله تعالى إليه فيتلاشى عن نفسه داعي الشر على الفور فلا يكاد يُسمع له همساً !!
شكرًا صديقتي العزيزه ff1 (147).gif