الدنيا دار البلاء وموطن الابتلاء والاختبار ولا يكاد يسلم الإنسان في حياته من أقدار مؤلمة متنوعة أشكالها متفاوتة أحجامها مختلفة أوقاته وهذه الأقدار تحتاج من الإنسان تعاملا معينا حتى يكون أثرها عليه نافعا وضررها عنه زائلا إن لم يحسن التعامل معها خسر دنياه وما يتعلق بها ومن أهمها صحته الجسمية وحالته النفسية وخسر آخرته وما يتعلق بها في معاده ومنزله في الاخره إن كان ظاهره شر ,,, فلابد أن يكون الخير في طياته فالله عز وجــل لا يأتــي منه شر محض أبداً فارضـــى يا ابــن آدم بكل قدر يسوقه الله لك وطب به نفساً واعلم أن الخير كل الخيــر في قدر الله وأن اختيار الله لابن آدم خُير من اختياره لنفسه فلا تحزنوا ولا تبكوا ولا تذرفوا الأدمــعَ على أمــر كنتم تتمنون تحصيله ,,, واعلموا أن الخير كل الخير في صرفك عنــه الميمات السبع للقدر المؤلم مقدر قال تعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير ) مأجور قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ". رواهُ مُسْلِمٌ معوض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا ، إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا)رواه مسلم محبوب أن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ؛ فلعل هذا القدر المؤلم دليل محبة لك عند الله محمود عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ ) ممزوج القدر المؤلم مهما كان مؤلما فإنه ليس شرا محضا ؛ فإن الله لا يقدر شرا محضا ؛ بل في الأقدار المؤلمة من الخير والفضل والرفعة للعبد ما لا يخطر له على بال فهي وإن المقدور شرا من وجه فإنه ممزوج بالخيرات من وجوه أخرى منسي أن مصائب الدنيا يُنسي بعضها بعضا والواقع والتاريخ وتجارب الناس تؤكد أن وقع المصيبة يخف مع مرور الزمن حتى يزول غالب فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب وابتسمـــوا دوماً فالدنيــا ما تستحق كدراً معلومة ينبغي أن نسلم لها أن نعلم أن هذا المرض كورونا من البلاء النازل وهو بقدر الله سبحانه يبتلي الخلق ويمحص مدى إيمانهم وثباتهم نحن نتقلب بين أقدار الله، ولا نجزع ولا نيأس بل نثق بأنها محنة وستزول قريبًا بإذن الله إنها محنة وستزول بإذن الله ويختفي الوباء فأبشروا بالخير والفرج وظنوا بالله الظن الحسن وارفعوا دعواتكم إليه بالسر والعلن حفظ الله بلاد المسلمين وشفى المرضى وعافاهم الحياة لا تستحق أن تخور لأجلها عزيمة المسلم أو يجبن لحظة إقدام أو يبخل ساعة عطاء لنغرس في قلوبنا بذرة الإيمان والتوكل على الله وكم لله من لطفٍ خفيٍّ يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيَّ وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ وكم أمرٍ تساءُ به صباحاً وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُ بالعَشِيِّ لطف الله الخفي باب تلجأ له قلوبُ المنكسرين تبحث عن جَبرها من جبار السماوات والأرض ورحيمهما لطف الله الخفي باب تسلو به أنفس المحرومين قانعةً أن ما أرادَ الله بها إلا خيرا وما صرف عنها إلا شرا لطف الله الخفي باب تتحراه ألبابُ العارفين الراضين بقضاءِ الله وقدره مُستبشرةً قلوبهم بالعِوَضِ مِن الله لطف الله الخفي باب يلِجُ الفِكرُ خِلاله مُتعجبا فيلهج اللسانُ حامِدًا شاكرًا بقدرة الله تعالى حين تتلألأ أضواء الشهب في سماء ليالي الشتاء حين تتساقط شهب السماء، يضفي تألقها جمالا يسر العيون وينعكس وهجها ليعطي الدفء للقلوب إنه مشهد حلم به العاشقون وهواة مراقبة النجوم تألق السماء في الليل عن طريق ألاف الشهب
شكرًا صديقتي العزيزه ff1 (147).gif