عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2021, 03:10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عيسى العنزي
اللقب:
مميز بلاتيني
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية عيسى العنزي

البيانات
التسجيل: Apr 2021
العضوية: 5007
المشاركات: 68,237 [+]
بمعدل : 43.96 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
عيسى العنزي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ القرآن الكريم وعلومه وأحكامه~•
افتراضي من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة حديث: (مثل المؤمنين)






د. حسني حمدان الدسوقي حمامة





[h2]من الإعجاز العلمي في السنة المطهرة[/h2]


[h2]حديث: (مثل المؤمنين)[/h2]

*

ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:*

(مثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد،

*إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)؛*


(رواه مسلم: 4/1999، وأحمد: 4/70).


*
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يجب أن يكون عليه حال*


الأمة المسلمة من تواد وتراحم وتعاطف، فيأمرنا صلى الله عليه وسلم*


أن نتوادَّ ونتعاطف ونتراحم، ولكي نفقه إلى أي درجة يكون*


هذا الترابط والتعاطف، ضرب لنا صلى الله عليه وسلم مثالًا*


بالجسد الواحد وما يحدث فيه عندما يشتكي عضو من أعضائه،*


ووصف لنا ما يحدث عند الشكوى من أن الجسم*


يتداعى كله بالسهر والحمى، من أجل هذا العضو،*


وأن الجسم لا يزال يتداعى حتى تتوقف شكوى ذلك العضو.


*
والنبي صلى الله عليه وسلم بما أُوتي من جوامع الكلم*


وصف لنا ما يحدث في جملة شرطية قصيرة،*


فعل الشرط فيها:*اشتكى،*


وجواب الشرط: تداعى.


*
وجه المطابقة بين الحديث وما توصل إليه الطب:


علميًا: في إخباره صلى الله عليه وسلم بحقيقة ما يحدث*


في الجسم البشري والذي لم يكشف عنه العلم*


إلا حديثًا في السنوات الأخيرة.


*
فهل وصف النبي صلى الله عليه وسلم أمرًا*


لم يكن يعرفه أهل العلم في زمانه؟!


*
نقول: نعم، لا في زمانه ولا بعد زمانه صلى الله عليه وسلم*


بقرن، بل بعد أكثر من ثلاثة عشر قرنًا من الزمان،*كيف؟




كل الناس من قديم كانوا يعرفون أنه إذا أُصيب عضو،*


أُصيب سائر الجسد بالحمى، نعم هذا معروف،*


وبالسهر، كان أيضًا معروف على ظاهره في بعض الأحوال،*


وإن كان الظاهر في أحوال أخرى أن المريض يرقد*


وينام أحيانًا حتى يتماثل للشفاء.


*
ولكن الحديث يخبر بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة*


لا على المجاز، وبحدوث السهر أيضًا على الحقيقة،*


وبكل ما يحمله معنى السهر الحقيقي،*


سهر الجسد كله، كما ورد في النص (تداعى له سائر الجسد بالسهر)*


والحمى ثانيًا تأتي مع السهر، وبعد أن يبدأ السهر والسهر[1]*


يحدث حتى ولو كان المريض نائمًا ولو كان في غيبوبة!*


هذا ما نفهمه من ظاهر الحديث.


*
والجسم يتداعى، والتداعي يكون بمجرد الشكوى،*


فإن لم توجد شكوى لم يوجد تداعي (إذا اشتكى... تداعى).


*
والتداعي لغة يعني:


1-*دعا بعضه بعضًا.


*
2-*تجمع عليه من كل صوب وحدب؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم:*


(يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)؛*


(رواه أبو داواد: 3/483، وأحمد: 5/78).


*
3-*تهدم وانهيار.


*
كما يقال تداعى[2]*البناء؛ أي: سقط على بعضه،*


وانهارت جوانبه على نقطة تقع في أوسطه.


*
فهل حقًّا يشتكي العضو على الحقيقة أم أنه على المجاز؟*


وكيف يشتكى العضو بلا لسان؟*


وهل كان الناس يفهمون أن الشكوى على الحقيقة؟


*
إن من يقرأ حقيقة ما كشفه العلم من انطلاق نبضات عصبية حسية*


من مكان الإصابة والعضو المريض إلى الدماغ، وإلى مراكز الحس و


التحكم غير الإرادي، وانبعاث مواد كيماوية وهرمونات من العضو المريض،*


وبمجرد حدوث ما يتهدد أنسجته، تخرج أول قطرة دم تنزف*


أو نسيج يتهتك أو ميكروب يرسل سمومه بين الأنسجة والخلايا،*


وتذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ والأعضاء*


الحيوية المتحكمة في عمليات الجسم الحيوية،*


من يعرف هذه الحقائق لا يستطيع إلا أن يصفها بأنها شكوى*


على الحقيقة وليست على المجاز،وإلا فما هي الشكوى؟


*
أليست هي إخبار وإعلام واستغاثة من ضرر ونازلة*


ألَمَّت بالشاكي؟ ولمن تكون الشكوى لغة[3]؟




أليست توجه للجهة التي يظن أنها تتحكم في مجريات الأمور،*

وتملِك من الإمكانات ما تنقذ به الشاكي، وترفع عنه ما ألَمَّ به؟


*
إن الساعد الأيمن مثلًا إذا أُصيب بالمرض، فإنه لا يوجه شكواه


*إلى الساعد الأيسر، أو الرجل اليمنى؛ لأنها لا تملك توجيه*


وظائف الجسم لمواجهة المرض، وإنما تنطلق النبضات والإشارات*


والهرمونات إلى المراكز الحيوية في الدماغ، وهي التي تملك*


توجيه سائر الجسد لإغاثة العضو المشتكي.


*
وإذا اشتكى العضو تداعى سائر الجسد لشكواه، وهذا ما يحدث فعلًا،*


وبجميع معاني التداعي الواردة في لغة العرب.


*
1-*فهو يدعو بعضه بعضًا، مراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة،*


والتحكم في منطقة ما تحت المهاد التي تدعو بدورها الغدة النخامية*


لإفراز هرموناتها، والتي بدورها تدعو باقي الغدد الصماء لإفراز هرموناتها*


التي تحفز وتدعو جميع أعضاء الجسم لتوجيه وظائفها لنجدة العضو المشتكي،*


وعلى النحو الذي سبق وصفه في أول البحث.


*
2-*وهو يتداعى بمعنى يتوجه بطاقاته لخدمة العضو المشتكي،*


فالقلب مثلًا يسرع بالانقباض والانبساط؛ ليسرع بتدوير الدم،*


في الوقت الذي تنقبض الأوعية الدموية بالأجزاء الخاملة من الجسم،*


وتتسع الأوعية الدموية المحيطة بالعضو المصاب؛ لكي تحمل له*


ما يحتاجه من طاقة، وأكسجين، وأجسام مضادة، وهرمونات،*


وأحماض أمينية بناءة، هي خلاصة أعضاء الجسم المختلفة في الكبد*


والغدد الصماء والعضلات، كما أرسلت الدهون المختزنة كلها لإمداد*


العضو المريض بما يحتاجه لمقاومة المرض والالتئام.


*
وهو يتداعى بمعنى يتهدم وينهار فعلًا، ويبدأ بهدم مخزون الدهن*


ولحم العضلات (البروتينات)؛ لكي يعطي من نفسه لمصلحة العضو*


المصاب ما يحتاجه وما ينقصه، ويظل الجسم متوجهًا بعملية*


الهدم هذه إلى أن تتم السيطرة على المرض، ويتم التئام*


الأنسجة المريضة أو المجروحة، ثم بعد ذلك يعود الجسم لبناء نفسه.


*
والهدم يستمر إلى درجة تتناسب مع قسوة المرض، وقد حسب العلماء*


مقدار الهدم في كل حالة، ووجدوا تناسبًا بين مقدار ما يفقده*


الجسم من وزنه، وشدة إصابة العضو ومرضه، ووضعت لذلك جداول*


في كتب الطب، واكتشفوا أن عملية الهدم هذه ربما وصلت*


إلى درجة انهيار الجسم انهيارًا تامًّا، وتهدمه إلى أقل*


من نصف وزنه في حالات الإصابات الشديدة، حتى لربما انتهى الأمر*


بالوفاة في حالة تعرف بـ(الحالة الانهدامية المفرطة)*Hyper catabolic state.


*
والسهر موجود بمعناه، حتى لو نامت عين المريض أو تاه عن وعيه،*


فإن جميع أجهزة الجسم ودورته الدموية وتفاعلاته الاستقلابية،*


وجهازه التنفسي، والكلى والقلب تكون في حالة السهر الدائم*


أثناء المرض، ونعني بذلك أنها تكون في حالة نشاط مساوية*


لحالة اليقظة ومستمرة عليها طوال الليل والنهار*


إلى أن تزول شكوى العضو المريض.


*
والحمى قد رأينا في الجانب العلمي من البحث منشأها وانبعاثها*


وبعض فوائدها، وأنها صورة من صور تداعي الجسد*


لشكوى العضو (بالسهر والحمى).


*
وما كشف العلم الحديث حقيقة واحدة تعارض ظاهر النص أو باطنه،*


أو تسير في نسق بعيد عنه، بل كان النص وصفًا دقيقًا جامعًا*


شاملًا لحقيقة ما يحدث، بل ما قد يفهمه الجاهل بحقيقة الأمر*مجازًا*


أو كناية، وضحه العلم الحديث على أنه حقيقة واقعة لا تحتاج إلى تأويل.


*
فهو يخبرنا صلى الله عليه وسلم بالكيفية التي ينبغي أن يكون*


عليها المسلمون في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم،*


فمن أراد أن يفقه إلى أي مدًى يطلب النبي صلى الله عليه وسلم*


من المسلمين أن يتوادوا ويتعاطفوا ويتراحموا،*


فعليه أن يسأل علماء الطب والجسم البشري،*


وأن يبحث وينظر كيف يفعل الجسد الواحد،*


وبمقدار ما يعلم من حقيقة تفاعل الجسم البشري،*


ويتأمل فيها بمقدار ما يفقه مقصد الشريعة وأمرها*


ومقدار التعاطف والتراحم بين المسلمين، وصدق الله تعالى إذ يقول:


*﴿*وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ*﴾ [الذاريات: 21].


*
ومن عجيب أن يستخدم العلماء الغربيون اسمًا للجهاز العصبي*


الذي يتفاعل في حال تعرض الجسم للخطر والمرض،*


اسمًا بلغتهم وصفوا به حقيقة ما يفعله هذا النظام*


والجهـاز هـو*Sympathetic،*


فكانت ترجمته الحرفية:المتواد، المتعاطف، المتراحم،*


وهو عين ما سماه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،*


وليس في لغة العرب ألفاظ أخرى تصف حقيقة ما يؤديه هذا الجهاز*


في الجسم البشري، وليست في لغة العرب ألفاظ أخرى تصلح*


لترجمة الاسم الذي أطلقه علماء الغرب على هذا النظام*


الذي اشتقوا له اسمًا يصف وظيفته الحقيقية من واقع*


ما شاهدوه وتحققوا منه، فكان ما وصفوه مطابقًا*


لما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، وما سموه*


مترجمًا بالألفاظ التي ذكرها الحديث، قال تعالى:*


﴿*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى***إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى***عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*﴾*


[النجم: 3 - 5].





[hr]



[1]*السهر: الأرق، سهر سهر سهرًا، فهو ساهر: لم ينم ليلاً، السهر:*
امتناع النوم بالليل (لسان العرب: ج4 ص383).


[2]*انظر: لسان العرب: ج14 ص262.


[3]*شكا: وتشكَّي واشتكى: تشاكى القوم: شكى بعضهم إلى بعض،*
والاشتكاء إظهار ما بك من مكروه أو مرض ونحوه،*
والشكو: هو المرض نفسه، والشَّكِي: الذي يشتكي؛*
(لسان العرب: ج14 ص439).












توقيع : عيسى العنزي






عرض البوم صور عيسى العنزي   رد مع اقتباس