التفسير المفهوم لسورة النصر ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 – 3] سورة النصر: سورة مدنية، عدد آياتها ثلاث. ﴿ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾: جملة فعل الشرط غير الجازم؛ أي: بعدما نصرك الله يا محمدُ وأمتَك على جميع أعدائكم، وفتح لكم مكة التي أخرجتكم ونكَّلَت بكم. ﴿ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴾؛ أي: ورأيت أهلَ مكةَ وقبائلَ العرب يدخلون في الإسلام جماعات جماعات، بعدما كنت أعدَى أعدائهم. عن ابن عباس قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة إذ قال: ((الله أكبر، الله أكبر، جاء نصر الله والفتح، جاء أهل اليمن- قيل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: قوم رقيقةٌ قلوبُهم، لَيَّنة طباعهم، الإيمان يمانٌ، والفقه يمانٌ، والحكمة يـَمانيَّة)). ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾: جملةُ جواب الشرط غير الجازم؛ أي: فأكثِرْ من تسبيحه وتحميده واستغفاره؛ شكرًا لله أنه يقبل توبةَ عباده، وفي هذا إشارة إلى اقتراب أجل النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه تعالى يريد أن يختِم رسولُه حياتَه بذكره سبحانه الذي هو من أفضل الطاعات. عن ابن عباس قال: "لما نزلت ﴿ إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ إلى آخر السورة قال: "نُعِيت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- نفسُه حين أُنزِلَت، فأخذ في أشدِّ ما كان اجتهادًا في أمر الآخرة". لكم خالص تحياتى وتقديرى الدكتور علــى