روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «ليس شيء أنجى للمؤمن من عذاب الله من ذكر الله، وأكثر ما يجد المؤمن في صحيفته يوم القيامة الاستغفار في الليل والنهار» فكل من كان في الدنيا من قراءة كتابه خائفا مشفقا، كان الله تبارك وتعالى به عند قراءته إياه رحيما مرفقا ومن كان في الدنيا من الغافلين، كان عند قراءته من النادمين .لو رأيتم يا أهل الذنوب ما قد أثبت عليكم في الديوان، من الخطايا والعصيان، والزور والبهتان، والزيادة والنقصان، والغفلة والنسيان، لعظمت منكم المصائب، وكثرت منكم النوائب، ولسارعتم إلى الثواب والرغائب، ولثبتم إلى رب المشارق والمغارب وأنشدوا :ما بال عينك لا تبكي لما سلفا **** ذكر الذنوب وخوف النار والتلفايا أيها المذنب المحصى جرائمه**** لا تنس ذنبك واذكر منه ما سلفامن الذنوب التي لم تبل جرتها ****وكيف تبلى وقد أودعتها صحفاأما تخاف أما تخشى فضائحها **** إذا الغطاء انجلى عنهن وانكشفاواعلموا معاشر المذنبين لو أن الله تبارك وتعالى أطلع بعضنا على صحائف بعض، وكشف له ما فيها من الذنوب لكان الناس يشتغلون عن معايشهم بتعيير بعضهم لبعض، ولعنة بعضهم لبعض، فإنا لله وإنا إليه راجعون . مماراق لي