تِحنانْ حين أراني في المرآة، أكاد لا أعرفني إلاّ من ندبةٍ في الحاجب الأيسر، ومسحةِ الحزن في عينيّ مُذ افترقنا .. ! ألملم ما تبقى من ملامحي، أعيد ترتيب وجهي كأقرب صورةٍ في ذاكرتي المتعبة، أجرجر جسدي إلى سرير خلا من أنفاسكِ، ودقات قلبكِ.. إلى وسادةٍ لا تشبه وجهكِ .. أغمض عيني بشدةٍ على ذكرياتنا الفريدة، أروي جذورها من عبراتي الحارقة بصمتٍ .. زفرةٌ تتلوها زفرة، أمنيةٌ تسابق أمنية .. لا شيء يشبه ابتسامتكِ .. حين أراكِ في المنامِ، تدندنين أغنيتكِ، تتراقصين على أنغامها في عشوائيةٍ طفولية.. لا أنشد حينها إلاّ عميق نومٍ يجمعني بكِ.. لا أشتهي إلا الخلود معكِ.. إليكِ يا منية النفسِ، و يا حلم الطفولةِ، و يا ينابيع السعادة الأبدية .. كتبت خاطرتي لا رغبةً بجمال حرفٍ، ودقة وصفٍ، وصبغةٍ أدبية.. لكنه الحنين يقتلني إليكِ .. ع.ب
الغربة جريمة منظمة، تجعل من الإنسان شخصاً آخر.