سليدا العنوان: خريف الأحاسيس عنوانٌ عميق التعبير والمعنى، يجعل القارىء في حالة فضول وتأثير، ويعكس ثوب الخاطرة. جاء السرد في بدايته بصيغة الجمع ( تعصف بنا الريح )، في افتتاحيةٍ تمهد للقادم من فكرة الخاطرة الموحدة. واستخدامكِ لكلمة ( الريح ) جاء موفقاً، بدلاً من ( الرياح )، فالأولى تعني الحزن والعذاب، والثانية تعني الفرح والخير.. أحسنتِ أ. سليدا بعد هذه الافتتاحية، بتشبيهاتها الموفقة والجميلة، تبدأ الساردة باستخدام ضمير المتكلم، وذلك يعني الرغبة ي الاعتراف والبوح، والذي لن يغرد خارج العنوان، والافتتاحية. ( أتراك تنمو روح جديدة بجسد تجرد من ثوبه واعتاد على مقاومة البرد والريح؟! ) منظور تخيلي مدهش لتجسيد فكرة ( عشق الروح لا الجسد ) تعود الساردة لسيرتها الأولى في السرد، رؤيتها لما تشعر به وتشبيه بليغ وموفق في اسقاط الخريف على تعب الروح، وأوراق الشجر التي تُشبه أيام العمر الراحلة في غياب الآخر/ الحبيب. التساؤلات الحائرة ( أتراك تستطيع أن تسبح في ذاك البحر العميق ) وقبلها ( أتراك تقاوم ذاك القرب ) تعبر عن حيرة الساردة في محاولاتها لفهم ما تشعر به، وقلقها .. لتختمها بجملة ( أقطعت عهداً أم انتابك الخوف والتردد ؟! ) تنطلق الساردة بعد ذلك إلى البوح والاعتراف، والذي يعد من الطرق الناجحة في كتابة الخواطر.. وبين ( لك ) و ( لك ) حكايات ترويها بدقة مفردة ، ورهافة مشاعر لا تنكرها العين، ولا التعاطف من قبل القارىء. لتختم الساردة بتساؤل هو محور فكرة الخاطرة أترى الخريف كان قاسياً على احاسيسي يوم ( اً ) أم أن قدوم الربيع امتص قسوة الخريف وألمه.؟! خاطرة تستحق الثناء، وقلم يغوي بمتابعته .. أهنئكِ كل التحية
الغربة جريمة منظمة، تجعل من الإنسان شخصاً آخر.