الذين ينفقون في السراء و الضراء آل عمران فهم ثابتون على البذل ، ماضون على النهج .. لا تغيرهم السراء و لا تغيرهم الضراء . السراء لا تبطرهم فتلهيهم ، و الضراء لا تضجرهم فتنسيهم . إنما هو الشعور بالواجب في كل حال ، و التحرر من الشح و الحرص ، و مراقبة الله و تقواه .. و ما يدفع النفس الشحيحة بطبعها ، المحبة للمال بفطرتها .. و ما يدفع النفس إلى الإنفاق في كل حال ، إلا دافع أقوى من شهوة المال ، و ربقة الحرص ، و ثقلة الشح .. دافع التقوى . ذلك الشعور اللطيف العميق ، الذي تشف به الروح و تخلص ، و تنطلق من القيود و الأغلال . و الذين يجودون بالمال في السراء و الضراء محسنون . و الله يحب المحسنين . و الحب هنا هو التعبير الودود الحاني المشرق المنير .