عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2021, 07:51 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ابن الحته
اللقب:
مميز فضي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ابن الحته

البيانات
التسجيل: Dec 2021
العضوية: 5282
المشاركات: 555 [+]
بمعدل : 0.43 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
ابن الحته غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابن الحته المنتدى : •~ مميز آخبار الفن والفنانين ~•
افتراضي رد: من مذكرات «حليم» بخط يده

ذات ليلة، وفي الصباح، امتدت يد حليم إلى الجرائد كعادته،
ليجد صورة فتاة جميلة اسمها سعاد حسني، عملت في السينما في فيلم واحد اسمه «حسن ونعيمة»،

وعندما حاول أن يعرف عنها أكثر أخبره صديق أنها

أخت نجاة الصغيرة، فسأل:
«لماذا لا تعمل في السينما؟»، ورد الصديق بسيل من الاتهامات:
«إنها تحتاج إلى إعادة تصوير المشهد أكثر من مرة،

إنها لا تجيد الوقوف أمام الكاميرا، إنها.. إنها».


أحس العندليب أن هذا كله مجرد حواجز لابد من إزالتها،
ينحصر أغلبها في كسل المخرج، وعدم صبر المنتج، والرغبة في سلق كل شيء،

تلك الرغبة التي تنتاب السينما المصرية كثيرًا –على حد تعبيره-

فلا يفكر من يعمل في السينما في الإنسان الذي سيشاهد،
إنما يفكر في شكل الأوراق المالية وحركتها، يظل يجمع ويطرح ويضرب ويحسب ما مكسبه أو

خسارته، لذلك يفقد الرغبة في الإجادة.




دخل حليم مجال الانتاج السينمائي، وأخذ على نفسه عهدًا ألا يكون مثل هؤلاء،
مؤكدًا أنه دخله لا رغبة في مزيد من النقود، فالغناء

وحده يكفيه، لكن كان يريد التحرر من سجن عمليات
الحساب هذه، لذلك أسس شركة «صوت الفن» وقرر
إنتاج أول فيلم «البنات والصيف»، ورشح المخرج الممثلة الشابة زيزي البدراوي للبطولة، وكان الدور الثاني هو الذي رشح فيه سعاد حسني.


بدأ التصوير، زيزي البدراوي تمثل بسهولة، ويصفقون لها،
وسعاد حسني يعيدون لها المشهد أكثر من مرة، بالإجبار،
لدرجة أن حليم استشعر الغيظ وبدأ يصفق لها عندما

تمثل، ومن يومها ولدت صداقة جمعت بينهما،
إلا أن الجميع استغل كلمة صداقة وأعلنوا ملكيته لها،
بينما حليم لا يرى الصداقة بهذا المنظار، وكذلك سعاد

ابنة الظروف القاسية التي جعلتها تشعر بالوحدة

وتسعى لإنقاذ نفسها منها.
كانت صداقة حليم بسعاد منبعها ثقته الكبيرة في موهبتها،
وأنها ذات ذكاء فطري مطلوب فقط صيانته من كل ما

يحيط به، كذلك وعيه الكامل بحال الشخص الذي يعاني من عدم وجود
استقرار في بيت واحد، ويعرف معنى التشتت في الطفولة، فالأب طلق الأم،
والأم لها زوج قاس، والأب له أبناء صغار، الكل

يبحث لنفسه عن نجاة، بينما سعاد طيبة وتتعرض

للاستغلال، مع ذلك ابتسامتها تضي وجهها وعيونها تبرق بالأمل وتمثل بإنطلاق،
«موهبة حقيقية» على حد وصف حليم.
بدأ العندليب يدير دفة الصداقة في طريق مواجهة المشاكل التي تتعرض لها سعاد، فقدم لها الكتب،

أولها سلامة موسى، الرجل العاشق البسيط، فكان

أول نافذة فتحتها في تفكيرها لتطل على العالم، وبدأت تقرأ بشهوة المعرفة، لأنها تريد أن تصقل نفسها،


وانتقلت من سلامة موسى إلى مصطفى محمود، وعندما يستعصي عليها شيء تسأل ولا تدعي التعالي ومعرفة كل شيء، تسأل كامل الشناوي وإحسان عبدالقدوس، وتسأل حليم، وكانوا جميعًا يقولون لها ما تريد أن تعرفه.












عرض البوم صور ابن الحته   رد مع اقتباس