يا ابن العشرين دع لهوك، ودع لعبك ، جد جدك ، واجهد جهدك ؛ فإنك قد قطعت شوطا على طريق الآخرة، ولا تدري متى يأتي الأجل، والموت لا يستثني عمرا من الأعمار، ولم تعط الضمان من مالك أمرك أن تبقى إلى مزيد . - عشرون سنة خطوتان من عمر محدود، إذا امتد به المدي إلى عشر خطوات بهذا الحساب فهو كثير . ونادرا ما يزيد . " يا ابن الثلاثين - کفی غرورا وكان عليك أن تتخلص من غرور الدنيا قبل هذا الأوان، وينبغي أن تدق أجراس.الآخرة في أذنك قبل أن يباغتك مقضي الأجل ، واليوم المحتوم. - لو.لملمت أوراقك، لو شددت أمتعتك لكان في هذا الحزم، وكان في هذا العقل، وكان في.هذا التدبير الصحيح. " يا ابن الأربعين - كن الشديد على نفسك ، الموبخ لها ، الغليظ عليها ، المحاسب لها بدقة واستقصاء. - سلها أين زاد.الآخرة ؟! أين المؤنس؟! أين الصاحب في الرحيل؟! ماذا أعطيت للدنيا؟! وماذا أعطيت للآخرة؟ ! - ألست الجهولة.حين تغفلين، وحين تهملين ؟! - ألا تدرين أنك إلى سفر بعيد ، شاق ، صعب شديد ؟! " يا ابن الخمسين - أتاك النذير في نفسك، وبدأت التهاوي، وبدأت تخسر من.صحتك ونشاطك ومتعتك ، وبدأ يخمد فوران غرائز من غرائزك،.و كثيرون هم المودعون للحياة من.سنك ، ولم يبق لك من العمر لو أجل لك فيه إلا قليل من الخطوات ، - ولا خير فيمن أنذر ممن لا يقول إلا الحق والصدق فلم ينذر. " يا ابن الستين - آنك آن الحصاد ، وأنت على باب دار أخرى، وكن في كل لحظة ممن يرتقب الحصاد ، وينتظر الرحيل . - ومن كان هذا شأنه ليس له ههم في الدنيا، وإنما كل.همه في الآخرة. - ولا يبني بناء في الدنيا من أي نوع إلا بنظر الآخرة وهمها،.ومن أجل أن يلحق بالصالحين. " يا ابن السبعين - نودي بك ، والطارق يطرق عليك الباب فماذا بقي بعد ذلك؟ - عجل عجل. تدارك تدارك ، لا ركون لحظة للدنيا، ولا نظر لها ، سارع لما ينجيك في الآخرة. علق كل أملك عليها ، أدربظهرك للدنيا ، وأقبل بكلك على التي بعدها ، فإن الأخرة قد آن أوانها، وحان منها الحين، ودنا منك الرحيل. " يا ابن الثمانين - قد لفتك الغفلة ، وأخذتك السكرة والآن آن فراق ليس بعده مع الدنيا تلاق ، وقد فوت وقت العمل ، وهدرت الفرص. - قد ضيعت العمر إن لم تكن قد قدمت لأخرتك ،.وادخرت لنفسك ما ينقذك ، واكتسبت ما ينجيك ، وعملت ما تقر به عينك يوم القيام.