عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2021, 03:07 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابن الحته
اللقب:
مميز فضي
الرتبة:
عضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركةعضو لديه أكثر من 400 مشاركة
الصورة الرمزية

الصورة الرمزية ابن الحته

البيانات
التسجيل: Dec 2021
العضوية: 5282
المشاركات: 555 [+]
بمعدل : 0.43 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
ابن الحته غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~مميز الشخصيات التاريخية ~•
افتراضي الاميرة فاطمة اسماعيل ... صاحبة الفضل فى بناء جامعة القاهرة

ساندت المرأة المصرية قضية التعليم على مدار عصورها فى سبيل النهوض
بالمجتمع ، وارتبطت النهضة النسائية فى مسيرتها الطويلة التى امتدت
قرابة القرن ونصف القرن ، بقضايا مجتمعية طرحتها ضرورات التقدم ،
وكان من بين ما شهدته هذه النهضة هو تعليم البنات ، تلك النهضة التى

ساهمت فيها وبشكل أساسى إلى الآن الأميرة فاطمة إسماعيل – تلك
السيدة التى كانت سبباً وإحدى عوامل النهضة النسائية فى العصر الحديث ،
وكانت واحدة ممن مهدن طريق المشاركة أمام المرأة المصرية .


والأميرة فاطمة إسماعيل هى إحدى بنات الخديوى إسماعيل ، تزوجت عام
1871 من الأمير طوسون بن محمد سعيد باشا والى مصر ، وقد تميزت فى
حياتها وبين أخواتها بحبها للعمل العام والتطوعى ، فحرصت على المساهمة
فى أعمال الخير ورعاية الثقافة والعلم ، وقد نقلت هذه الثقافة وتأثر بها
ابنها الأمير عمر طوسون الذى كان أكثر أمراء أسرة محمد إقبالاً على العمل
العام .



عرفت الأميرة فاطمة إسماعيل عن طريق طبيبها أن هناك مجموعة من
الصعوبات التى تعانى منها جامعة القاهرة ،
فقررت تجاوبا مع الحركة الوطنية ورعاية للعلم وتشجيعا للعلماء ،
بوقف مساحة من أراضيها وتبرعت بحوالى 6 أفدنة لإقامة
مبنى للجامعة الأهلية ( القاهرة الآن ) ، ووهبت مجوهراتها
الثمينة للإنفاق على تكاليف البناء ، فأوقفت
ستة أفدنة خصتها لبناء دار للجامعة، هذا بخلاف 661 فدانا
من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية، من ضمن 3357
فدانا خصصتها للبر والإحسان وجعلت للجامعة من صافى ريعها
( ريع 3357 فدانا و4 قيراطا و14 سهما ) ،40% بعد خصم
استحقاقات ومرتبات يبلغ مجموعها 5239 جنيها كل سنة ،
وقدر إيراد هذه الوقفية بميزانية الجامعة بمبلغ 4000 جنيها سنويا .

وأعلنت الأميرة فاطمة أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت وقتها بمبلغ 26 ألف جنيه ، وقامت بعرض جواهرها وحليها للبيع ، بعدما أهدتها للمشروع وكلفت إدارة الجامعة أن تتولى بيعها وفقا لما يترائ لمصلحة الجامعة .

فعندما عرضوها بالجامعة لم يتم التوفيق فى بيعها ، فاتخذوا قرارا بأن يعرضوها للبيع خارج القطر المصرى وتشتمل هذه الجواهر على ما يأتى :

عقد من الزمرد ، يشتمل على قطع ، حول كل قطعة أحجار من الماس البرلنت أصله هدية من المرحوم السلطان عبد العزيز ، إلى ساكن الجنان المغفور له إسماعيل باشا .

أربع قطع موروثة من ساكن الجنان المغفور له سعيد باشا ، وهى :

سوار من الماس البرلنت ، تشتمل على جزء دائرى ، بوسطه حجر ، وزنه تقريبا 20 قيراطا ، حوله 10 قطع كبيرة ، مستديرة الشكل ، والسلسلة التى تلتف حول المعصم ، مركبة عليها 18 قطعة كبيرة ، 56 قطعة أصغر منها حجما ، وكلها مربعة الشكل .

ريشة من الماس البرلنت على شكل قلب يخترقه سهم ، مركب عليها حجارة مختلفة الحجم .

عقد يشتمل على سلسلة ذهبية ، تتدلى منها ثلاثة أحجار من الماس البرلنت ، وزن الكبير منها تقريبا 20 قيراطا ، والصغيران يقرب وزن كل منهما من 12 قيراطا .

خاتم مركب عليه فص هرمى من الماس يميل لونه إلى الزرقة .

وكانت الجامعة قد أوكلت للدكتور محمد علوى باشا ( طبيب الأميرة فاطمة ) عملية بيع المجوهرات ، وتمكن محمد علوى باشا من بيعها بسعر مناسب جدا عاد على الجامعة بالنفع الكبير ، فقد بلغ إجمالى بيعها حوالى 70000 جنيها مصريا على التقريب ، وقد تم الاتفاق مع راغب الشراء والذى أناب عنه بنك الأنجلو إجيبشيان بمصر ، ليتسلم الجواهر ، ويدفع الثمن ، ولكن هذا البنك أراد أن يتسلم الجواهر بغير تعيين نوعى لها ، ولا تقدر ثمنها ، فرفضت الجامعة التسليم بهذه الكيفية ، إلى أن كتب للجامعة بما فيه رفع المسئولية عنها بمجرد التسليم للبنك ، فيتم تسليم الجواهر وتسلم الثمن .

ومن فيض كرم الأميرة فاطمة إسماعيل أنها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس ، والذى كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة ، وخاصة أن الخديوى عباس حلمى الثانى كان قد أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح هو والأمير أحمد فؤاد ، وقد نشرت إدارة الجامعة بيانا فى جميع الجرائد اليومية المحلية تحت عنوان ( نفقات الاحتفال بوضع حجر الأساس لدار الجامعة ) ، وهذا نصه :

( أبت مكارم ربة الإحسان ، صاحبة العصمة ، ودولة الأميرة الجليلة فاطمة هانم أفندم ، كريمة المغفور له إسماعيل باشا الخديو الأسبق ، إلا أن تضيف أية جديدة من آيات فضلها ، فأمرت بأن تكون جميع نفقات الحفلة ، التى ستقام لوضع حجر الأساس لدار الجامعة ، فى إرسال تذاكر الدعوة ، ونظرا لتنازل الجناب العالى بوعد سموه بتشريف هذه الحفلة قد أوصت دولتها بمزيد العناية بترتيب الزينة ، مما يليق بمقام سمو الأمير عزيز مصر ، ومجلس إدارة الجامعة ، لا يسعه تلقاء هذه المآثر العديدة إلا تقديم عبارات الشكر الجزيل ، بلسان الأمة ، على النعم الكثيرة ، التى أغدقتها صاحبة هذه الأيادى البيض فى سبيل العلم ، ويسأل الله أن يطيل حياتها ، ويتولى مكافآتها عليها بالإحسان ) .












توقيع : ابن الحته

[img3]https://i.top4top.io/p_21906u9wp1.jpg[/img3]


[img3]https://b.top4top.io/p_2179abrgs1.gif[/img3]

عرض البوم صور ابن الحته   رد مع اقتباس