نهارَ دخلتِ عليَّ صبيحة ذلك اليومٍ الشتائيّ كقصيدةٍ جميلةٍ تمشي على قَدَمَيْها دخلتِ الشمس معكِ.. ودخل الربيع معكِ.. كان على مكتبي أوراقٌ فاحترقتْ واحترقتُ أنا معها.. وكان أمامي فنجانُ قهوة فشربني قبل أن أشربه.. وكان على جداري لوحةٌ زيتية لخيول تركض فتركتْني الخيولُ حين رأتكِ وركضتْ نحوكِ.. نهارَ زُرتني.. في صبيحة ذلك اليوم الثلجيّ ، حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض.. وسقَطَ في مكان ما.. من العالم نيزكٌ مشتعلْ.. حسبه الأطفال، فطيرةً محشوةً بالعسلْ.. وحسبتهُ النساء، سواراً مرصَّعاً بالماسْ.. وحسبه الرجال، من علامات ليلة القدْرْ.. وحين نزعتِ معطفكِ الشتوي، وجلستِ أمامي.. فراشةً تلبس تحت معطفها ثيابَ الربيع.. تأكّدتُ أن الأطفال كانوا على حقّ.. والنساء كُنَّ على حقّ.. والرجال كانوا على حقّ.. وأنّكِ.. شهيّةٌ كالعسلْ.. وصافيةٌ كالماسْ.. ومذهلةٌ كليلة القدر.. .. الاسطورة نزار قباني