عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2022, 09:05 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
سليدا
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ ليالي القصص ~•
ذات الفستان الأبيض

[TABLETEXT="width:90%;background-image:url('https://s-media-cache-ak0.pinimg.com/originals/af/9d/96/af9d9677211f5e34dbabb4e2b5d6a316.gif');border:7px double skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN]
[ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:white;border:5px double white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[img3]https://h.top4top.io/p_22083ube50.jpg?fbclid=IwAR1Ulgdrpdgz42hmglRdLdJ_ l4A686q9DGyIw3TXeGiC1Oyoz-lfO6lywjI[/img3]

كانت تظن أن الزواج هو أن ترتدي فستان أبيض
وتجلس وسط نسوة يزغردن لها ويغنينَ ويصفقنَ
حينما تكلم عنها شيخ القبيلة الذي كان يكبرها بسنوات
وطلب يدها لزواج كانت تظن أنه سيخلصها من الفقر
ستأكل اللحمة والحلوى ....ستلبس الأساورَ والأقراط
وترتدي الأثواب مزركشةَ الألوان
التي كانت ترتديها باقي نسائه .....
هاجر فتاةٌ التي تبلغٌ من العمر 15 سنة كي تزفٌ لشيخ القبيلة
الذي يفوق الخمسين وهي الزوجة الثالثة
التي كان يأمل أن ينجب منها الذكر
فخلفته من نسائه كانت بنات ..........
هاهي هاجر تجد نفسها في احضان رجل غريب
لم ترهُ من قبل ولكن سمعت عنه الكثير
وما سمعته لم تكن تفقهه وتدركه بعد ، كل ما شاهدته دهشة والديها
لأن شيخ القبيلة اختار ابنتهما البكر زوجة
ووسط الهدايا لم تسأل عن الحياة التي تنتظرها كثيراً.....
كانت هاجر ملمة بالقراءة مع انها لم تدرس الكثير
وهاهي اليوم تنتقل من منزل بسيط سقفه مصنوع من الجريد
الى منزل كبير فيه حديقة مزينة بألوان مختلفة من الورود ....
كم كانت تعشق الورود وكم كانت تحلم ان تُمسك وردة في حياتها .....
هاهي في غرفة مختلفة تجلس على سرير لم تعتدِ الجلوس عليه من قبل

وحولها ألوان جميلة من الفُرُشِ والستائر
ليدخل عليها الشيخ الحكيم شيخ القبيلة ويلقي التحية
فيكشف عن وجهها و يُفاجأ بجمالها الا ان هاجر كانت ترتعش من الخوف ......
وبعدما قضت ليلةً أشبه بالاغتصاب ............
انزوت بزاوية من الغرفة، واستسلمت للدموع والخوف..
هي لم تدرك لهذه الليلة معنى، سِنّها،
وعدم التواصل مع والداتها، لم يُكوّن لها ثقافة
عن تلك الليلة، لتنصدم برجل غريب
لم يستطع أن يقاوم جمال ما رأى...............
ليستسلم بعد ذلك هو لنوم، وهي تحاول أن تستوعب
تلك الليلة، ومعنى أن تزفّ لرجل؛
وما سينتظرها مستقبلاً .........
وعند الفجر استيقظ الشيخ الحكيم
ليتفقد عروسته، فتفاجأ أن وجدها
نائمةً في زاوية من زوايا الغرفة.
فأشفق عليها.. راح يحملها ليضعها على السرير..
ولكنها فتحت عينيها وهي ترتعش من الخوف
أمسك غضبه، وقال في نفسه: مع الأيام ستعتاد ..
فطلب منها أن ترتّب الغرفة،
فبعد قليل يمرُّ عليها النسوة ليباركنَ لها،
فهذه عادات قبيلتهم.
وما ان خرج شيخ القبيلة حتى دخل عليها أهل البيت،
وهي تنظر اليهم بنظرة الدهشة والاستغراب ......
فحضرت والداتها وأحضرت معها فطور العروس،
حسب العادات وما إن رأت هاجر والدتها
حتى ارتمت على أحضانها
طالبة منها إرجاعها للبيت ......
ولكن هدّأتها الأمّ، وشرحت لها: أنّ الرجوع
الى بيت والدها أصبح مستحيلاً..
ويجب عليها ان تتعوّد على حياتها هنا،
وان تكون في خدمة وطاعة زوجها .........
وعند المساء ذرفت هاجر دموعها
وهي تودّع أمّها، وأختها الصغيرة صباح ..........
ومن هنا بدأت معاناة هاجر مع زوجها
وأهل البيت، فلا زال جسمها الصغير
لا يتحمل الكثير من الأعمال،
فالبيت كبير، ويتطلب التنظيف والترتيب كل يوم.
وفي المساء كان عليها ان تكون في خدمة
الشيخ الحكيم.
وهي لم تكن تفقه كيفية التعامل معه،
فكان أحيانًا يغضب منها، وشديدًا معها
واحيانًا يرأف لحالها، وينزل لمستواها
واستمرّت هي كالدمية المتحركة إلى أن جاء نبأ حملها..
مما أشعل نار الغيرة لدى زوجات الشيخ
خوفًا أن تأتي بالصبيّ الذي يحلم به،
فكانوا ما إن يغادر الشيخ، إلا وأهلكوها
بأشغال البيت، وكان حينما يعود الشيخ
يجد هاجر جدّ متعبة
وظنّ أنّ الحمل أتعبها .......
وحان مولد ولادة هاجر
وأرسل للشيخ أن الدّاية في منزلهِ لتولدَ زوجته هاجر ......
.ولتتعالى الزغاريد وتدوى طلقات البارود
بولادة ولي العهد هاشم؛ هكذا سماه الشيخ الحكيم،
وكان جدّ سعيد بولادته ولكن حالة هاجر كانت جدّ سيئة
وقد نزفت كثيرًا .........برغم فرحة الشيخ بولادة الصبيّ الذي طالما ينتظره،
إلا أنه كان يشعر بحزن شديد خوفًا من أن يفقد هاجر ......
أخبرت الدّاية الحكيم أن هاجر جد متعبة، ومرهقة
وأنّها تحمّلت مالا تطيقُ خلال حملها .....
ففهم الحكيم وقتها سبب تعب زوجته هاجر،
فنظر الى زوجاته ليرى نظراتِ الغيرةِ والحسد باديةً على وجوههن،
حتى أنهنّ لم يحركْنَ ساكنًا ولا سألنَ عنها .......
فطلبت الدّاية من الشيخ الحكيم
إحضار بعض الأعشاب البرية، فأرسل في طلبها،
بينما هاجر دخلت في الغيبوبة
بعد ان عرفت أنّها قد ولدت صبي ........

تطلب الأمر أخذها الى المشفى
واستغرق الوقت طويلا
لأن المسافة كانت بعيدة
بين قرية الحكيم والمدينة أين تتواجد المستشفى
ولأول مرة يشعر الحكيم أنه برغبة شديدة
لتظل هاجر على قيد الحياة
نسي ابنه وفرحته بالصبي
وما كان همه الا انقاذ هاجر
وما ان وصل المشفى الا وأسرعت الاستعجالات
بالمسارعة لنقل هاجر على صراخ زوجها الحكيم
تفجأ الفريق الطبي بالحالة السيئة التي وصلت لها هاجر
فقد نزفت الكثيركما انها في مرحلة اللاوعي
وقد لام الطبيب الحكيم على انه
صعب انقاذها فالأمر بيد الله
ولأول مرة تذرف دموع الشيخ الحكيم وبحرارة
داعيا الله ان يحفظ هاجر فهو لم يكن يعلم أنه احبها

فعاد به الشريط الذكريات حينما كان يعاملها قبل حملها بشدة
لأنه لم يقتنع ان ثمة فارق سن بينهما .........
مضت ساعتين ليخرج الطبيب حزينا
مبلغا الشيخ الحكيم ان زوجته هاجر قد ماتت
وكان الخبر كالصاعقة عليه .........
رجع حزينا مهموما لا يبالي ببكاء صبيه
بعد ان هاجر زوجاته
تاركا ابنه سيف عند أخته التي توفى عنها زوجها
وكانت تحت رعاية أخوها الحكيم ..............
مضى شهرين على هذا الحال
الا أنه في يوم استيقظ من نومه مفزوعا
الى غرفة ابنه سيف فحمله بين ذراعيه
وهذه كانت لأول مرة يحمل فيها الشيخ الحكيم ابنه
فتفاجئت أخته زينب بذلك
فحكى لها أنه رأى هاجر بفستانها الأبيض في المنام
توصيه بأن يعتني بسيف وبانها تحبه كثيرا........
فقرر الشيخ الحكيم ان يعود لحياته وناسه
وقرر ان يظل هو وسيف واخته وأولادها
وان تظل ذكرى هاجر عالقة في قلبه وعقله .

بقلمي / سليدا
سبق نشره

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT]












عرض البوم صور سليدا   رد مع اقتباس