عرفت عنك منذ خمسة أيام فقط، بعد فترة وجيزة من سقوطك في بئر 32 متر من قريتك المغربية الفقيرة. لكنني أعرف عنك أكثر مما كنت تتخيل. كلكم ابنائنا من غزة الى صنعاء الى الرباط أعلم أننا قد يبدو أننا كلفناك بدور أكبر بكثير مما يمكن أن يسمح به سنك الصغير، لكن أرجوك عفواً يا ريان، لقد كنا يائسين من الأمل، من أجل أي شيء للتمسك به فقط للاستمرار، النضال من أجل العدالة، من أجل المساواة ومن أجل الكرامة. كل نفس أخذته تحت الرمال والصخور، ستبقينا نتنفس لفترة أطول بعد وفاتك. كنا بحاجة إليك أكثر مما احتجتنا. أردنا إنقاذك لأننا كنا بحاجة إليك لإنقاذنا. جمعتنا رغم كرهنا الغير عقلاني لبعضنا البعض. لقد وحدتنا، مهما كانت لحظة، ثم، تماماً هكذا رحلت. يبدو الأمر كما لو كنت موجودًا لتوضيح نقطة فقط. عانيتم لكي نستيقظ لنتذكر كل الريان في كل مكان واللاجئين السوريين والفلسطينيين المحاصرين واليمنيين المتألمين وملايين الأطفال الذين يقاتلون ببساطة من أجل البقاء والتنفس والعيش بدون خوف جميعا حول العالم. الآن بعد أن غادرت، ما زلنا محاصرين ويجب أن نحفر طريقنا للخروج. نحن نحبك أيها الصغير كما نحب جميع الريان الصغار في هذا العالم المضطرب. آسف لأن إقامتك معنا كانت قصيرة. لكن لن يُنسى أبداً. · ·