عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2021, 09:34 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
SAMAR
اللقب:
Guest

البيانات
العضوية:
المشاركات: n/a [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

المنتدى : •~ ليالي القصص ~•
افتراضي لم أكن لصا في روايتي

ك/ الوعد الصادق
حِينَ أُمْسِكُ بِقَلَمِيِ الْمُخْلِصُ لِأَكْتَبَ مَا شِئْتِ مِنْ خَوَاطِرَ وافكارَ او مَقَالَاتٍ ، تُجْلِسُ أُمِّي نَحْوَي ، وَتَصُورُ حالَتُي وَوَضْعَي ، فِي مَشْهَدٍ ، وَكَأَنَّهَا لِأُولَ وَهَلَةٍ تُرَانِي ، بَيْدَ أَنَّهَا تتسللُ خُلْسَةَ احيانا ، حِينَ اجلسُ الى مَكْتَبَي فِي حَجَرَتِي الْمُمِلَّةَ .
غُرَفَةٌ اشبه بِسُوقِ الدَّلالَةِ لِلْسِلَعِ الْمُكْتَظَّةِ ، كُلَّ شَيْءَ حَوْلَ مَكْتَبَي فِيه بِعَثْرَةِ .
اوراقٌ وَصُحُفٌ وَكُتُبٌ مَفْرُوشَةٌ و متطايرةٌ ،
هُنَا تُعْجِبُنَّي هَذِهِ الْفَوْضًى الخلاقّة ، وَلَا تُعْجِبُنَّي انماطَ واشكالِ الترتيبِ والتنظيمِ ،
مِزَاجٌ مُرْهَقٌ عَذْبٌ القٌ وَجَمِيلٌ يُنَاسِبُ حالَتُي فِي مَكْتَبِي .
فَكُلَّ شَيْءَ اما ان يَكُونُ مَلَقُي عَلَى الارضِ ، أَوْ متسلقُ الْجُدْرَانَ .
فَوْضًى جَمِيلَةٌ مِنْ امامي وَمِنْ خَلْفَي .
تُعجبني سلةَ الْمُهْمَلَاتِ فَارِغَةً مِنْ النفاياتِ ،
والاوراقُ التالفةُ مُلْقاةٌ حَوْلَهَا ،
هَذَا لأنني احملُ اصالةَ الْعَرَبِيَّ سُلُوَّكَه و تَصَرُّفَهُ الُمباح فِي بَلَدِهُ
مُحْرِمٌ عَلَيه الْفِعْلَة خَارِجَهُ .
أَنَمُوذَجٌ لِمَكْتَبٍ رِياضَي اتعلمُ فِيه رِياضَةَ الْقَفْزُ فَوْقَ الْحَواجِزِ .
الَّذِي يبهرٌ الرّائي ، مَنْظَرُ مظلةٍ مُحلقةٌ معلقةٌ وضعتَهَا فَوْقَ رَاسِي عَلَى طَاوِلَةِ مَكْتَبِيِ الزُّجاجِيِّ الْكَئِيبِ الْمُغَبَّرُ ،
وَكَأَنَّي اُحْتُمِيَ بِهَا مِنْ وَقْدَةِ الشمسِ ، أَوْ اِنْهِمارِ الْمَطَرِ ،
حالَةٌ مزاجيةٌ دَخِيلَةً اِكْتَسَبَتْهَا مِنْ هَفْوَاتِ مُعمر ،
حالَةٌ مُشَابِهَةً ، اذ تعلمتُ فِي الْحَيَاةِ انهُ حِينَ ينقلٌ شَخْصٌ فِكْرَةً غَرِيبَةً عن شَخْصٍ اخر و تَصَرُّفَهُ ، فَأَنَّه تَوَجُّدُ ادنىَ فَكُرَةٍ مِنْ عَامِلٍ مُشْتَرَكَ بَيْنَهُمَا ، وَهِي قَاعِدَةً نشازَ .
فِيمَا بَعْدَ اِكْتَشَفْتُ الْعَامِلَ الْبَسيطِ الْمُشْتَرِكِ بَيْنَنَا ، فآثرت نَفْيَهُ و تَغْيِيرِهُ ، وَأَبْقَيْتُ عَلَى مُظِلَّتِي . وَاِكْتَشَفَتْ ايضا انّ السيدةَ العظيمةٌ تٌسرُّ وتطربٌ لِأَنَّهَا تَرَى مِنْ حالَتِي الْعَجَبَ الْعجابَ وانا اكتبُ ، خاصةً حِينَ تندمجٌ شَخْصِيَّتَي وتتفاعلٌ مَعَ ايِّ مَشْهَدَ تَمْثيلِيِّ مَسْرَحِيِّ للقصةِ الَّتِي اُكْتُبْهَا ، هَذَا لَا يَعْنِي بالضرورةِ انني قَصَصَي او مؤلفٌ أَوْ رِوَائِيَّ ،
ثرثرة وشَيْءَ بَسيطٌ اُكْتُبْهُ لَنَفْسُي واتخيله ، لِلْخُرُوجِ مِنْ اطارِ الارقِ ، وَمللَ الروتين الْيَوْمِيَّ الرَّتِيبَ ، بَعْدَ يَوْمٍ حافل بِعَمَلٍ شَاقَّ مٌضني ، صَخِبٌ وَضَجِيجَ ،
حالَاتٌ مزاجيةٌ متباينةٌ وَمُتَعَاقِبَةٌ ، كَفُصُولٍ مناخيةٍ وَطُقُوسَ مُتَلَوِّنَةٍ ، غَيْرَ مُرتبة ، وادوارُ وَمُشَاهِدُ ، يشوبها الْخَيَّالَ ، مَا بَيْنَ اِنْفِعالٍ خمولٍ ، وَهُدُوءٍ خَجُولٍ ، استمطارٌ لِلْفِكَرِ ، كَمَظَاهِرَاتٍ شعبيةٍ صَاخِبَةٌ لِثَائِرِينَ فِي مَيَادِينَ مَفْتُوحَةٍ . لَكُنَّ مُشَاهِدَ اللعبُ بالدّمى فِي مَسْرَحِيَّاتِي الْفرديَةَ ، تُخْرِجُ سيدتيْ الْعَظِيمَةَ احيانا عَنْ صُمَتِهَا ، خَاصَّةَ فِيمَا اذا رَأَتْ مَشْهَدُ ظُلَمِ القى بظلالهِ عَلَى احدى شَخْصِيَّاتِي الوَهميةِ المُتقوقعةِ المُتخَيَلةِ ، فِي تَصْوِيرِيِ الْفَرَدِيِ .
أَحِدُ المتسوقينَ اِشْتَرَى سِلَعَةً ، وَسَرَقَ أخرى وَوَضْعَهَا فِي حَقِيبَةً كَانَت مَعَه ،
وفِي غُفَّلَةٍ مِنْ الْبَائِعِ وَهُوَ يَرْتُبُ السِّلَعُ فِي دُكانه الصَّغِيرَ الْمُتَوَاضِعَ ،
أُحِسُّ الْبَائِعُ اِنْهَ اِفْتَقَدَ تِلْكَ السلعةَ .
ذُهِلَ الْبَائِعُ وَتَسَاءَلَ : اينْ ذَهَّبَتْ سِلَعَتُهُ ، وَسَأَلَ زَبونُهُ ، هَلْ رَأَيْتَ سِلَعَةً كَانَتْ هُنَا ؟
قَالَ الزَّبونِ : لَا .. لَمْ ارها ..
صَاحَتْ أُمِّي مِنْ حَوْلَي بأعلى صُوَّتَهَا قَائِلَةً : كذابُ ..
(فضحكتٌ ضحكَةً خَجُولَةً عَلَى اِسْتِحْيَاءٍ ، مُتجاهلاُ صَيْحَتَهَا وَوُجُودَهَا وأنا اختلس النظرات اليها) ، لَأَنْ سيدتيْ العظيمةٌ لَمْ تَكِنْ فِي الْمَشْهَدِ الدِّرامِيِّ أَصْلًا ..
أَرْدَفَتْ قَائِلَةُ : ايها الْبَائِعُ ، فَتَّشَ حَقِيبَتُهُ .
فِي حِينَ انّ الْبَائِعَ لَمْ تُخْطَرْ ببالهِ فِكْرَةَ الْبَحْثِ فِي حَقِيبَةَ زَبونِهُ .
حَوْقَلَ الْبَائِعُ ، قَائِلَا علّي اجدُها ..
وَاِنْصَرَفَ الزبونُ بِسِلَعَتَيْنِ فِي حَقيبتهِ .
اِنْتَهَى الْمَشْهَدُ ، وَوَضِعْتُ الْقَلَمَ ، وَلَمْ اِسْتَكْمَلَ بقيةَ القصةِ ..
سألتني سيدتيْ الْعَظِيمَةُ ، هاه .. اِنْتَهَتْ الْقُصَّةُ ..
قَلَتْ : نِعْمَ يا أَمَاهَ ..
قَالَتْ : ذَهَبَ اللصُ بِسِلَعَةِ الدكانجي يا وَلَدَيِ، حَرامَ عَلَيه ..
قَلَتْ : مَاذَا اِفْعَلْ بِهِ يا أَمَاهَ ، أَخَذَ فِي ذمتِهِ . هُوَ وَضَمِيرُهُ ..
قَالَتْ : سَأُبْلِغُ انا عَنْه الشُّرْطَةَ . نَاوِلِنَّي سَمَّاعَةً الْهَاتِفَ ..
قَلَتْ : ارجوك يا اماه ، فَقَدْ تَقَعُ عَلَيِّ الْوَاقِعَةُ حَقَا .. وَفِي سِجلِاتِ الشُرطة ، اذا وَقِعْتِ الْوَاقِعَةُ ، سُجِّلَتْ سَابِقَةُ .
اُكْمُلِي انتِ القصةَ يا اماه .. مَعَ احفادك ، كَيْفَمَا شِئْتِ ..
اما انا فَقَدْ اخرجتُ نَفْسُي مِنْ مَشْهَدَ القصةِ وَمَعَي بَراءَتَي ،..
فَمَا شأني انا بقصةَ بَائِعٍ غَافِلٌ ، وَزَبونٌ لصٌ ، وَسِلَعَةٍ مَسْرُوقَةً .
وَتَقَعُ عَلَيِ الْوَاقِعَةَ ؟!
فَلَمْ اتوقعْ ، انْ اكونَ لصَا ، فِي رُوَاِيَّتِي ..
تَصَبُّحَيْنِ عَلَى خَيْرِ يا اماه ..












عرض البوم صور SAMAR   رد مع اقتباس