رفع الصوت بالإهلال

[نزف القلم]

[frame="10 80"]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَصْرُخُ بِالْحَج صُرَاخًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكةَ أَمَرَنَا أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً، إِلا مَنْ سَاقَ الْهَدْيَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، وَرُحْنَا إِلَى مِنًى، أَهْلَلْنَا بِالْحَج؛ رواه مسلم وعند البخاري من حديث أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قال: «صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينةِ الظهرَ أربعًا والعصرَ بذي الحُليفةِ ركعتيَنَ، وسمعتُهم يَصرُخون بهما جميعًا».


تخريج الحديث:
حديث أبي سعيد رصي الله عنه أخرجه مسلم، حديث (1247) وانفرد به عن البخاري.
أما حديث أنس رضي الله عنه، فانفرد به البخاري عن مسلم في "كتاب الحج"، "باب رفع الصوت بالإهلال" حديث (1548).
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث فيه دلالة على أن السنة هو رفع الصوت بالإهلال، وهذا ما تقدم بيانه بجلاء، وأحكام التلبية في شرح الحديث الخامس فليراجع، وفي حديثي أبي سعيد وأنس رضي الله عنهما المبالغة في رفع الصوت بالإهلال، وهذا للرجال كما تقدم مشروط بألا يؤدي إلى إيذاء غيره، وأما المرأة فتسر كما تقدم بيانه، وعند أبي شيبة رحمه الله: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى تبح أصواتهم).
الفائدة الثانية: حديث أبي سعيد رضي الله عنه فيه بيان أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم أن يجعلوها عمرة، وفيه بيان أن إهلالهم بالحج كان يوم التروية وهو السنة.
الفائدة الثالثة: حديث أنس رضي الله عنه فيه بيان أن المسافر لا يترخص برخص السفر حتى يفارق بلدته حتى لو كان ناويًا للسفر، ووجه ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى الظهر في بلدته (المدينة) أربع ركعات، فهو لم يقصرها ولم يجعلها، ولما خرج من بلدته صلى العصر بذي الحليفة ركعتين؛ لأنه فارق عامر البلدة، وتقدم بيانه في شرح أحكام السفر في كتاب الصلاة.
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح

[/frame]