*
حسن الخلق وطيب التعامل وأدب النفس لها مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة في دين الإسلام قال ابن القيم: "الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين".
*
وقد وردت النصوص الكثيرة في الكتاب والسنة مبينةً فضل حسن الخلق، مرغبة في مكارم الأخلاق والآداب، مثنيةً على المتحلين بمحاسن الآداب، زاجرةً عن الاتصاف بمساويها.
*
يقول الله تعالى مثنياً على خير خلقه وخاتم رسله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن البر الذي هو كلمة جامعة لأفعال الخير وخصال المعروف هو حسنَ الخلق فقال: "البر حسن الخلق ". أخرجه مسلم.
*
وقد ضرب سلفُ الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم أروع الأمثال في حسن الخلق وطيب المعشر وسلامة الصدر ورحابة النفس وجود اليد حتى إن الإنسان لا يملك عينيه وهو يتصفح سيرهم العطرة.
*
ومن المواطن التي يتأكد الالتزام بالخُلق والأدب مناسك الحج والعمرة؛ فإن هذه المناسك الشريفة يحصل فيها من الزِحام، والتعب، والتنقُّل، واختلاط الناس، واختلاف بلدانهم أجناسهم وأعمارهم وطبائعهم ما يدعو بعضَ الناس إلى الضّجر والغضب وتغيّر النفس وسوء الأدب ومخالفة النظام.
*
ولا شك أن هذا خطأ كبير وخلل عظيم في أداء هذه المناسك الشريفة؛ فإن من مقاصد الحج الكبرى اجتماع المسلمين وتآلفهم وتعاونهم وإظهار عزتهم وقوتهم ولُحمتهم، فسوء الأدب بكافةِ صوره يناقص هذا المقصدَ العظيم.
*
فعلى الحاج الكريم أن يحرص أشدَّ الحرص على التحَلِّي بالأخلاق الفاضلة من الصبر والحلم والرفق، والكرم، والحياء، والتواضع، والإحسان إلى الناس، وغض البصر، وكف الأذى، والأمانة والصدق، والرحمة، وطلاقة الوجه وطيب الكلام، وتوقير الكبير، ورحمة الصغير.
*
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت. والحمد لله رب العالمين.